Art and Its Schools in Arabic Poetry
الفن ومذاهبه في الشعر العربي
Daabacaha
دار المعارف بمصر
Lambarka Daabacaadda
الثانية عشرة
Noocyada
الحياة ليست إلا الشرب والعزف وما يتبعهما من نساء بيض يتبخترن في الثياب الأنيقة المزركشة، يقول:
إن شِواءً ونشوةً ... وَخَبَبَ البازل الأمُون١
يجشمها المرء في الهوى ... مسافة الغائط البطين٢
والبيض يرفلن كالدُّمى ... ففي الرَّيْطِ والْمُذْهَبِ المصُون٣
والكُشْرُ والخفض آمنًا ... وشِرَع الْمِزْهَرُ الحنون٤
من لذة العيش، والفتى ... للدهر، وللدهر ذو فنون٥
_________
١ النشوة: السكر. الخبب: ضرب من السير. البازل: الناقة كاملة القوة. الأمون: الموثقة الخلق.
٢ يجشمها المرء: يكلفها قطع المسافة الطويلة. في الهوى: فيما يهواه. الغائط: المطمئن من الأرض. البطين: الواسع.
٣ البيض: النساء. يرفلن: يتبخترن. الريط: الملاءة الواسعة. المذهب المصون: الثياب الفاخرة المطرزة بالذهب.
٤ الكثر: كثرة المال. الخفض: سعة العيش. شرع المزهر: أوتاره واحدها شرعة.
٥ انظر التبريزي على الحماسة "طبع بولاق" ٣/ ٨٣.
٢- تعقد الغناء الجاهلي: كان الشعر الجاهلي يرتبط بالغناء، وكان الشاعر يغني أشعاره، ويظهر أن الغناء القديم لم يقف عند هذه الظاهرة البسيطة؛ فقد أخذ يتعقد وأخذت تظهر فيه الجوقات، ولعل ما يثبت ذلك من بعض الوجوه ما يرويه الطبري والأغاني من أن هندًا بنت عُتْبة وجماعة من نساء قريش كنَّ يضربن على الدفوف في غزوة أحد، وكانت هند تغني في أثناء هذا العزف بمقطوعات، منها قولها١: أن تُقبلوا نُعانقْ ... وَنفْرِش النَّمارقْ أو تُدْبِرُوا نفارقْ ... فراقَ غيرِ وامقْ _________ ١ أغاني "ساسي" ١٤/ ١٦ وانظر الطبرى "طبع أوربا" الجزء الثالث من المجلد الأول ص ١٤٠٠.
٢- تعقد الغناء الجاهلي: كان الشعر الجاهلي يرتبط بالغناء، وكان الشاعر يغني أشعاره، ويظهر أن الغناء القديم لم يقف عند هذه الظاهرة البسيطة؛ فقد أخذ يتعقد وأخذت تظهر فيه الجوقات، ولعل ما يثبت ذلك من بعض الوجوه ما يرويه الطبري والأغاني من أن هندًا بنت عُتْبة وجماعة من نساء قريش كنَّ يضربن على الدفوف في غزوة أحد، وكانت هند تغني في أثناء هذا العزف بمقطوعات، منها قولها١: أن تُقبلوا نُعانقْ ... وَنفْرِش النَّمارقْ أو تُدْبِرُوا نفارقْ ... فراقَ غيرِ وامقْ _________ ١ أغاني "ساسي" ١٤/ ١٦ وانظر الطبرى "طبع أوربا" الجزء الثالث من المجلد الأول ص ١٤٠٠.
1 / 45