48

Art, Reality, and Aspirations: Stories of Artists and Their Redemption

الفن الواقع والمأمول - قصص توبة الفنانين والفنانات

Noocyada

ثانيًا - اكتساب العادات السيئة:
إن متابعة الناشئة لكثير من الأفلام والمسلسلات، دونما نظر إلى حقيقة موضوعها، بل لمجرد الإثارة الناتجة عن مشاهد العنف والمطاردة، يجعل الناشئ يألف هذه العادات السيئة، والقيم السلبية، دون تمييز بين المَظْهر والمَخْبر، ودون اهتمام، إلا بالمشاهد بعيدًا عن الحوار وموضوعه، وبعيدًا عن التمييز بين القيم السلبية والإيجابية، وبعيدًا عن الحقيقة والمجاز، مما يرسّخ في ذهنه كل ما هو مثير ولو كان سيئًا، "فتتحول القيم السلبية والعادات الشاذة في نظرهم إلى أمور مألوفة مرغوبة يعجب بها الطفل وقد يقلدها دون أن يفهمها الفهم الصحيح، ودون رؤية نقدية لها مما يجعل خطرها فادحًا" (١) .
إن ذلك لا يعني - قطعًا - بأن هذه الأفلام قد خلت تمامًا من أي فائدة، لكن الناشئ قد لا يركز على ذلك، ولا يستوعبه كما يجب في خضم الأحداث المتلاحقة للمعروض، وبخاصة إذا كان ذلك بعيدًا عن توجيه الأهل، فما الغاية إذا ً من عرض مثل هذه الأفلام والمسلسلات للناشئة؟!
في بعض المسلسلات البدوية مثلًا، نرى قيمًا سلبية تدور حولها موضوعات المسلسلات كالغدر والخديعة وحب الانتقام، والعصبية الجاهلية وموروثاتها، ونحو ذلك مما رسخ في المجتمع البدوي الجاهلي، ثم جاء الإسلام للقضاء عليه، واستبداله بقيم ربانية عظمى، كالصدق والوفاء والتسامح مما جعل المؤمنين إخوة ومما رسخ مفهوم التفاضل بالتقوى بين الناس، قال تعالى: ﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ

(١) التلفزيون وتربية الطفل المسلم، عالية الخياط، مرجع سابق،، ص٧١.

1 / 57