50

Habeennada Jaban

أرخص ليالي

Noocyada

ووقفت أرقب صدر عبد القادر الصاعد الهابط، وأتمعن فيه وهو يجاهد ليستخلص الهواء، فتتقبض كل جارحة من جسده، ويصبح وجهه كالقمر المخنوق، ثم يناضل ويتألم وهو يناضل، حتى يدفع القليل الذي استخلص، ويستعد للأقل الآتي.

كان يتنفس، وكأنما حجر ضخم يجثم فوق صدره، ولا يستطيع منه فكاكا.

واحتار السبب في رأسي قبل أن يجد الجواب.

وأملت نفسي قليلا أرى الجانب الأيمن.

ورأيت الدم، الدم لا كما اعتدت رؤيته يلون جرحا أو يخضب رأسا، وإنما الدم المندفع في نافورة حمراء، وقد أغرق الملاءات، وشبعت منه المرتبة، ومضى يتساقط عبر حديد السرير الأبيض نقطة وراءها نقطة، وسربا وراءه أسراب.

لقد بدأ النزيف.

وبحثنا جميعا عن كل ما استطعناه من قطن وشاش نكتم به الدم المتصاعد الوهاج.

واحمر القطن الأبيض وامتلأ. واعتصرناه، ثم وضعناه فعاد يمتلئ ويتسرب منه الدم بإصرار وعمد إلى أرض الحجرة.

وأفلحنا أن نسد الثقب المتربص تحت الثدي الأيمن كالعدو المبين، وألصقنا عليه المشمع طبقة فوقها طبقة، ولم أثق في المشمع، فوضعت يدي فوقه أكتم بها النزيف.

ووقع بصري على يدي، فوجدتها كلها دم جف، وآخر لم يجف.

Bog aan la aqoon