بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم الْحَمد لله مسهل مَا صَعب من الْأُمُور الكائنات فاتح فاتحه الْفتُوح الميسرات المبشر فتحهَا بتطهير الأَرْض المقدسة من دنس الْكفْر والضلالات بطاهر سريرة مَالِكهَا وَنصر مَالك الأَرْض وَالسَّمَوَات المتقدس عَن الْحَدث وَالنُّقْصَان والآفات الْمُسْتَحق لكَمَال النعوت وَالصِّفَات المسبح بصنوف اللُّغَات الْمَحْمُود على جَمِيع الْأَفْعَال والحالات أَحْمَده على ترادف نعْمَة السابغات وترافد مننه السائغات حمدا دَائِما على ممر الْأَوْقَات والساعات وَأشْهد أَن لَا إِلَه إِلَّا الله وَحده لَا شريك لَهُ شَهَادَة منزهة عَن الشَّك والشبهات وَأشْهد أَن مُحَمَّدًا عَبده وَرَسُوله (٢ ب) ﷺ استخرجه من أشرف الأباء والأمهات وابتعثه بالمعجزات البالغات والآيات والحجج الواضحات وَختم بِهِ النُّبُوَّة والرسلات وَخَصه بِأَفْضَل النِّسَاء والزوجات وشرفه بتحريمهن على الْمُؤمنِينَ بعد الْوَفَاة فأضاء بِنور رسَالَته حنادس الظُّلم والظلمات وانجلى بشمس مقَالَته سَحَاب الْكفْر والغوايات وأعز دينه بِأَصْحَابِهِ وَأَهله الَّذين هم لأمته كَالنُّجُومِ السائرات فصلى الله عَلَيْهِ وَعَلَيْهِم أفضل الصَّلَوَات وعَلى أَزوَاجه الطَّيِّبَات الطاهرات المنزهات عَن قَول أهل الْإِفْك المبرآت وَسلم كثيرا إِلَى يَوْم الدّين وَنشر الْعِظَام الباليات

1 / 31

أما بعد فَإِنِّي لما رَأَيْت جمَاعَة من الْأَئِمَّة الأجلاء والسادة الْعلمَاء ﵏ صنفوا كثيرا (٣ أ) من الأربعينات فِي فنون حسان وَمَعَان مختلفات طَمَعا فِي الثَّوَاب الْمَوْعُود على ذَلِك كَمَا شهِدت بِهِ الْأَحَادِيث وَورد فِي الرِّوَايَات وَذَلِكَ فِيمَا أخبرنَا بِهِ عَمِّي الْإِمَامُ الْحَافِظُ أَبُو الْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ هِبَةِ الله رَحْمَة الله عَلَيْهِ أناأبو بَكْرِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْبَاقِي بن مُحَمَّد الْأنْصَارِيّ بِبَغْدَاد وَأَبُو مُحَمَّد طَاهِر بن سُهَيْل بن بشر بن الإسفرايني بِدِمَشْق قَالَا نَا أَبُو بكر أَحْمد بن عَليّ بن ثَابت الْخَطِيب الْبَغْدَادِيّ أخبرنى مُحَمَّد بن جَعْفَر بن غيلَان الشُّرُوطِي نَا سعد بن مُحَمَّد بن إِسْحَاق الصَّيْرَفِي نَا مُحَمَّد بن عُثْمَان بن أبي شيبَة نَا مُحَمَّد بن حَفْص الحرامي كُوفِي نَا دُحَيْم الصَّيْدَاوِيُّ نَا أَبُو بكر بن عَيَّاش عَن عَاصِم عَن زر عَن عبد الله قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ (من حفظ على أمتِي أَرْبَعِينَ حَدِيثا يَنْفَعهُمْ الله بهَا قيل لَهُ ادخل من أَي أَبْوَاب الْجنَّة شِئْت) (٣ ب) دُحَيْم هُوَ عبد الرَّحْمَن من بني الصيدا حَيّ من بني أَسد لَا من صيدا الَّتِي على السَّاحِل كُوفِي وَمُحَمّد الحرامي مَنْسُوب إِلَى أَبِيه من بني حرَام وزر هُوَ ابْن حُبَيْش وَقد رُوِيَ معنى هَذَا الحَدِيث من وُجُوه عَن عبد الله بن عَبَّاس وَعَن أَمِير الْمُؤمنِينَ عَليّ وَعَن أبي الدَّرْدَاء وَعَن عبد الله بن عمر ومعاذ بن جبل وَأبي هُرَيْرَة وَغَيرهم ﵃

1 / 32

وَفِي بعض الرِّوَايَات (من حفظ على أمتِي حَدِيثا وَاحِدًا يُقيم بِهِ سنة وَيرد بِهِ بِدعَة فَلهُ الْجنَّة) وَهَذِه الرِّوَايَات كلهَا فِيهَا مَا يدل على عظم ثَوَاب نشر السّنة وقمع البدعه وَقد أخبرنَا بذلك عَمِّي الْإِمَامُ الْحَافِظُ ﵀ أَنا أَبُو الْقَاسِم زَاهِر بن طَاهِر بنيسابور أَنا الْأُسْتَاذ أَبُو الْقَاسِم الْقشيرِي أَنا الْحَاكِم أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ نَا أَبُو عَليّ الْحُسَيْن بن مُحَمَّد الصفاني بمرو أَنا أَبُو رَجَاء مُحَمَّد بن حمدوية (٤ أ) نَا الْعَلَاء بن مسلمة نَا إِسْمَاعِيل بن يحيى التَّمِيمِي عَن سُفْيَان الثَّوْريّ عَن لَيْث عَن طَاوس عَن ابْن عَبَّاس قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ (من أدّى إِلَى أمتِي حَدِيثا وَاحِدًا يُقيم بِهِ سنة وَيرد بِهِ بِدعَة فَلهُ الْجنَّة) وَهَذَا نَص قَاطع فِي حُصُول الثَّوَاب بِمُطلق الْأَدَاء دون الْحِفْظ وَيحْتَمل أَن يُرَاد بِالْحِفْظِ هَهُنَا ضبط تِلْكَ الْأَحَادِيث وتقييدها فِي الْكتب والمواظبة على نقلهَا وإبلاغها حَتَّى لَا تندرس على ممر الْأَزْمَان لقَوْله ﷺ (قيدوا الْعلم بِالْكتاب) وَهَذِه الْأَحَادِيث وَإِن كَانَ أَئِمَّة الصَّنْعَة تكلمُوا فِي أسانيدها وَلَكِن فضل الله أعظم من ذَلِك وَقد قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ

1 / 33

(من بلغه عَن الله تَعَالَى شَيْء فِيهِ فَضِيلَة فَأخذ بِهِ إِيمَانًا واحتسابا ورجاء ثَوَابه آتَاهُ الله ذَلِك وَإِن لم يكن كَذَلِك وَالله أعلم) ٤ - ب) فَأَحْبَبْت أَن أكون من جُمْلَتهمْ وَأدْخل فِي زمرتهم ابْتِغَاء للثَّواب الجزيل وَالْأَجْر الْجَمِيل وَلما فتح مَوْلَانَا الْملك النَّاصِر صَلَاح الدُّنْيَا وَالدّين سُلْطَان الْإِسْلَام وَالْمُسْلِمين مُحي دولة أَمِير الْمُؤمنِينَ مَدِينَة حلب حرسها الله ولزمتني المهاجرة إِلَى بَابه الشريف شاكرا لإنعامه السَّابِق العميم ومهنئا بِهَذَا الْفَتْح الْعَظِيم رَأَيْت أَن أقدم الى خدمته هَدِيَّة يعم نَفعهَا وَيبقى أجرهَا وَلما لم أسمع أَن وَاحِدًا من الْعلمَاء صنف شَيْئا من مَنَاقِب أُمَّهَات الْمُؤمنِينَ مُفردا وَلَا رغب لجمعه من النَّاس أحد أَحْبَبْت أَن يكون فِي هَذِه الدولة ذكر مناقبهن عوضا عَمَّا مضى من سبهن وآثرت أَن أجمع فِي ذَلِك مُخْتَصرا (٥ أ) وَإِن كَانَ فضلهن سَائِر مشتهرا وسميته // كتاب الْأَرْبَعين فِي مَنَاقِب أُمَّهَات الْمُؤمنِينَ ﵅ أَجْمَعِينَ // وقدمت فِيهِ مُقَدّمَة أذكر فِيهَا مَا خص بِهِ ﷺ فِي أَمر النِّكَاح وَمَا أُبِيح لَهُ مِنْهُنَّ وَمِقْدَار عددهن وَمن دخل بهَا وَمن طلق مِنْهُنَّ وَمن مَاتَت عِنْده وَمن مَاتَ عَنْهُن ثمَّ أفرد لكل وَاحِدَة مِمَّن وَقع إِلَيّ فِي حَقّهَا خبر خَاص تَرْجَمَة على تَرْتِيب تَزْوِيجه ﷺ بِهن ﵅ وأرضاهن راجيا فِي ذلم حسن الْمَغْفِرَة وَالثَّوَاب والأمن من سوء الْعَذَاب وعَلى الله أتوكل وَبِه أستعين وأسأله خير الْعلم وَالْعَمَل وَالْيَقِين إِنَّه ولي الْمُتَّقِينَ

1 / 34

فَصْلٌ مِنْ خَصَائِصِهِ ﷺ الزِّيَادَةُ عَلَى الْأَرْبَعِ (٥ ب) إِلَى التِّسْعِ وَفِيمَا فَوْقَ ذَلِكَ قَوْلَانِ أَحَدُهُمَا لَا يَحِلُّ لَهُ أَكْثَرَ مِنَ التِّسْعِ كَالْأَرْبَعِ فِي حَقِّنَا لَأَنَّهُ مَاتَ عَنْهُنَّ وَلَمْ يَصِحَّ أَنَّهُ زَادَ عَلَيْهِنَّ مَعَ مُبَالَغَتِهِ فِي بَابِ النِّكَاحِ وَالثَّانِي أَنَّهُنَّ فِي حَقِّهِ كَالسَّرَارِي فِي حَقِّنَا فَلَهُ الزِّيَادَةُ مِنْ غَيْرِ حَصْرٍ تَشْرِيفًا لَهُ وَتَوْسِيعًا عَلَيْهِ لِمَّا رَزَقَهُ اللَّهُ مِنَ الْقُوَّةِ وَالْقَوْلَانِ جَارِيَانِ فِي انْحِصَارِ طَلَاقِهِ فِي الثَّلَاثِ وَجَازَ لَهُ النِّكَاحُ مِنْ غَيْرِ وَلِيٍّ وَلَا شُهُودَ عَلَى الصَّحِيحِ لَأَنَّ الْوَلِيَّ يُرَادُ لِتْحَصِيلِ الْكَفَاءَةِ وَلَا كُفْءَ أَكْفَأَ مِنْهُ ﷺ وَكَذَا يَنْعَقِدُ مِنْ غَيْرِ شُهُودٍ لَأَنَّ الْمَقْصُودَ مِنَ الشُّهُودِ إِقَامَةُ الْحُجَّةِ عِنْدَ الْجُحُودِ وَهُوَ لَا يَجْحَدُ وَقِيلَ يُشْتَرَطُ لِتَوَقُّعِ جُحُودِ الزَّوْجَةِ النِّكَاحَ وَأُبِيحَ لَهُ مِنْ غَيْرِ مَهْرٍ أَيْضًا وَبِلَفْظِ الْهِبَةِ لِقَوْلِهِ ﷿ ﴿وَامْرَأَةً مُؤْمِنَةً إِن وهبت نَفسهَا للنَّبِي﴾ الْآيَةَ وَأُبِيحَ لَهُ تَرْكُ الْقَسْمِ بَيْنَ نِسَائِهِ عَلَى أَحَدِ الْوَجْهَيْنِ وَكَانَ يَقْسِمُ عَلَيْهِنَّ تَبَرُّعًا وَتَكَرُّمًا مُكَافَأَةً عَلَى اخْتِيَارِهِنَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ دُونَ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَقَدْ كَانَ

1 / 35

Usul - Qalabka Cilmi-baarista ee Qoraalada Islaamka

Usul.ai waxa uu u adeegaa in ka badan 8,000 qoraal oo Islaami ah oo ka socda corpus-ka OpenITI. Hadafkayagu waa inaan fududeyno akhrinta, raadinta, iyo cilmi-baarista qoraalada dhaqameed. Ku qor hoos si aad u hesho warbixinno bille ah oo ku saabsan shaqadayada.

© 2024 Hay'adda Usul.ai. Dhammaan xuquuqaha waa la ilaaliyay.