بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم
الْحَمد لله الَّذِي فضل سيدنَا مُحَمَّدًا على جَمِيع انبيائه وَرُسُله وأرسله بِالْهدى وَدين الْحق لِيظْهرهُ على الدَّين كُله قبلغ مَا أَمر بِهِ حَتَّى مضى لسبيله وَنقل الى رفيع مَحَله وَأمر بتبليغ مَا بلغه الى من لم يبلغهُ ليدوم اتِّصَال نَقله فَبلغ عَنهُ جهابدة النقلَة وَقَامُوا بأعباء حمله ونصحوا الله وَرَسُوله فِي نشر ذَلِك حَتَّى انْتَشَر فَلَا يعْذر الْجَاهِل على جَهله فَكَانَ اتِّصَال هَذِه الشَّرِيعَة المطهرة بالاسانيد مِمَّا خص الله بِهِ هَذِه الامة بفضله وَلَقَد كَانَت مجَالِس الحَدِيث غامرة بأَهْله حَتَّى وسد الامر الى غير أَهله فَانْقَطَعت مجَالِس الاملاء لتقاعد الهمم عَنْهَا ورغبة الطالبين عَن عقد ذَلِك وحله وَقد روينَا أَنه كَانَ يحضر مجْلِس ابي مُسلم الْكَجِّي بِالْبَصْرَةِ للإملاء أَرْبَعُونَ ألف محبرة خَارِجا عَمَّن يحضر مِمَّن لَيْسَ الاستملاء من شغله وَقد كنت اسف على ذَلِك أَن لَو وجدت رَاغِبًا فِي قبُول بذله فَلَمَّا كنت بِالْمَدِينَةِ الشَّرِيفَة رغب الي جمَاعَة من أهل الْعلم الواردين اليها
1 / 122