العلماء يوم القيامة)) . وقال غير أبي عبد الرحمن أحمد بن مصعب المروزي، ثنا عمر بن هارون، بدلا من إبراهيم. قلت: ونويرة هذا لم يذكره أحد من مصنفي كتب الصحابة إلا أبا موسى المديني، الحافظ، استدركه في جملة الصحابة على من تقدمه، وأورد هذا الحديث من غير هذا الطريق، وقد ذكره أبو البركات الفراوي -كما أورده- في كتاب ((الأربعين التساعية)) من روايته، والله أعلم. وقد اختصرت في رواية هذا الحديث عن هؤلاء السادة الصحابة -رضي الله عنهم- ولو ذكرت ما اتصل لي منها في أوائل ما سمعته من كتب الأربعين، لطال ذلك. ولا شك أن لهذا العدد المذكور بلفظ الأربعين فضلا ومزية، فإن الله سبحانه وتعالى ذكره في كتابه العزيز: [الذي، لا] يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، بقوله تعالى في قصة موسى عليه السلام: {وواعدنا موسى ثلاثين ليلة} . وقوله تعالى: {فتم ميقات ربه أربعين ليلة} .
وفي ذكر قوم موسى {فإنها محرمة عليهم أربعين سنة} ، وقال تعالى وتقدس: {حتى إذا بلغ أشده وبلغ أربعين سنة} . وروى ابن عباس أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((ما من رجل مسلم يموت فيقوم على جنازته أربعون رجلا لا يشركون بالله شيئا إلا نفعهم الله فيه)) . أورده مسلم في الصحيح بهذا اللفظ، وفي الصحيح أيضا عند ذكر الدجال، من رواية عبد الله بن عمرو -رضي الله عنهما- ((أن الدجال يخرج فيمكث أربعين، لا أدري أربعين يوما أو أربعين شهرا، أو أربعين عاما)) .
Bogga 46