Arbacun Hadithan
الاربعون حديثا
Noocyada
بل ستحصد من ورائه نتيجة معكوسة . ويضاف الى ذلك ان مثل هذا الخلق يوجب الذل في الآخرة والمسكنة في ذلك العالم . فكما انك احتقرت الناس في هذا العالم ، وترفعت على عباد الله وتظاهرت امامهم بالعظمة والجلال والعزة والاحتشام ، كذلك تكون صورة هذا التكبر في الآخرة ، الهوان كما ورد في الحديث الشريف من كتاب اصول الكافي :
باسناده ، عن داود بن فرقد ، عن اخيه ، قال :
«سمعت ابا عبد الله عليه السلام يقول : ان المتكبرين يجعلون في صور الذر يتوطاهم الناس حتى يفرغ الله من الحساب» (1) .
وجاء في وصايا الامام الصادق عليه السلام لاصحابه :
«اياكم والعظمة والكبر ، فان الكبر رداء الله عز وجل فمن نازع الله رداءه قصمه الله واذله يوم القيامة» (2) .
ولا اعرف بان الله تعالى اذا اذل شخصا ماذا يصنع به ؟ وبماذا يبتليه ؟ لان امور الآخرة تختلف عن امور الدنيا كثيرا ، فان الذل في الدنيا يغاير الذل في الآخرة ، كما ان نعم الآخرة وعذابها ، لا تتناسب مع هذا العالم ، ان نعمها تفوق تصورنا ، وان عذابها لا يخطر على بالنا . ان كرامتها اسمى من تصورنا ، والذل فيها يختلف عن الذل والهوان الذي نعرفه ، وتكون عاقبة المتكبر النار ففي الحديث «الكبر مطايا النار» (3) فلا يرى الجنة من كان في قلبه كبرا . كما روي عن الرسول الاكرم صلى الله عليه وآله وسلم «لن يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال حبة من خردل من كبر» (4) وقد حدث الامام الباقر والامام الصادق عليهما السلام ايضا بهذا المضمون . وفي حديث الكافي الشريف ان الامام الباقر عليه السلام قال :
«العز رداء الله ، والكبر ازاره ، فمن تناول شيئا منه اكبه الله في جهنم» (5) .
وما ادراك ما جهنم التي اعدها الله للمتكبرين ، فهي غير جهنم التي اعدت لسائر الناس . يكفي ان نورد هنا الحديث الذي سبق ان ذكرناه :
«عن محمد بن يعقوب ، عن علي بن ابراهيم ، عن ابيه ، عن ابن ابي عمير ، عن ابن بكير ، عن ابي عبد الله عليه السلام قال : «ان في جهنم لواديا للمتكبرين يقال له «سقر» ، شكى الى الله عز وجل الاربعون حديثا :93
Bogga 92