263

Arbacun Hadithan

الاربعون حديثا

Noocyada

الاربعون حديثا :267

تكميل: في بيان ان جميع الموجودات ذات علم وحياة

اعلم ان للتوبة حقائق ولطائف واسرار ، ولكل واحد من اهل السلوك الى الله توبة خاصة تتناسب مع مقامه . وحيث ان لا حظ ولا نصيب لنا في تلك المقامات ، فلا يناسب شرحها والإسهاب فيها في هذا الكتاب . والافضل ان ننهي الحديث بذكر فائدة دقيقة تستكشف من الحديث الشريف المذكور في اول فصل التوبة وتتفق مع ظاهر الكتاب الكريم والاحاديث الكثيرة المأثورة في الابواب المتفرقة .

وتلك الفائدة هي ان لكل واحد من الموجودات علم وحياة ومعرفة ، بل ان جميع الموجودات تحظى بالمعرفة لمقام الحق المقدس جل وعلا . فان الوحي الى الاعضاء والجوارح وبقاع الارض ، بالكتمان ، واطاعتها للامر الالهي ، وتسبيح الموجودات بأسرها الذي نص عليه القرآن الكريم (1) وأوردته الاحاديث الشريفة كثيرا ، كل ذلك دليل على علم وشعور حياة الموجودات ، بل دليل على الارتباط الخاص بين الخالق والمخلوق ، لا يطلع عليه احد الا ذاته المقدس جل وعلا ومن ارتضى من عباده .

وهذه الفائدة الدقيقة احدى المعارف التي لمح اليها القرآن الكريم واحاديث الائمة المعصومين ، وتتطابق مع برهان الفلاسفة الاشراقيين وذوق اهل العرفان ومشاهدات اصحاب السلوك والرياضة الروحانية .

وقد ثبت في ابحاث ما وراء الطبيعة من الفلسفة ان حقيقة الوجود عين الكمالات والاسماء والصفات ، وعندما يظهر في كل مرتبة من مراتب الوجود الوجود ، ويتجلى في مرآة للأعين ، يكون ظهوره مع جميع الشؤون والكمالات لان الوجود عين هذه الكمالات السبعة من الحياة والعلم وبقية الامهات السبعة . ولكل من مراحل تجلي حقيقة الوجود ومراتب تنزلات نور الجمال الكامل للمعبود تعالى شأنه ، ارتباط خاص مع مقام الاحدية ، ومعرفة كامنة خفية مع مقام الربوبية . كما تقول الآية الكريمة «ما من دابة الا هو آخذ بناصيتها» (2) وقالوا ان (هو) اشارة الى مقام غيب الهوية . و«آخذ بالناصية» هو الربط الاصيل الغيبي السري الوجودي الذي لا محال لأحد في معرفته .

Bogga 267