248

Arbacun Hadithan

الاربعون حديثا

Noocyada

الاربعون حديثا :252

وهذا بعيد ، لان الظاهر من «العرض» المساحة لا ما يقابل الطول . كما انه ليس للسماوات والارض عرضا بالمعنى المقابل للطول حسب المتفاهم العرفي واللغوي ، وان كان لهما عرض بمعنى البعد الثاني في مصطلح الطبيعيين ، والقرآن الكريم لا يتكلم على اساس المصطلحات العلمية .

وفي الكافي الشريف مستندا الى الامام الصادق عليه السلام قال : «قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : سيأتي على الناس زمان لا ينال فيه الملك الا بالقتل والتجبر ، ولا الغنى الا بالغضب والبخل ، ولا المحبة الا باستخراج الدين واتباع الهوى ، فمن أدرك ذلك الزمان فصبر على الفقر وهو يقدر على الغنى وصبر على البغضة وهو يقدر على المحبة وصبر على الذل وهو يقدر على العز اتاه الله ثواب خمسين صديقا ممن صدق بي» (1) .

ونقل حديث آخر ايضا عن الامام امير المؤمنين عليه السلام بهذا المضمون وعلى اي حال فان الاحاديث في هذا الموضوع كثيرة . ونحن نكتفي بهذا القدر من الاحاديث الشريفة .

فصل: في بيان درجات صبر اهل المعرفة

اعلم ان ما ذكرناه الى هنا ، يعود الى عامة الناس والمتوسطين كما ذكرت في اول فصل من هذه الفصول المذكورة من ان الصبر قد عد من مقامات المتوسطين من الناس . ولكن للصبر درجات اخرى ترجع الى اهل السلوك والعرفاء والكملين والاولياء . حيث ان منها : (الصبر في الله) وهو الثبات في المجاهدة وترك ما هو متعارف لدى الناس ومألوف عندهم . بل ترك نفسه في سبيل الحبيب . وهذا المقام عائد لاهل السلوك .

والمرتبة الاخرى (الصبر مع الله) وهو لاهل الحضور ومشاهدي الجمال حين الخروج من جلباب الانسانية ، والتجرد عن ملابس الافعال والصفات ولدى تجلي القلب بتجليات الاسماء والصفات ، وتوارد واردات الانس والهيبة ، وحفظ النفس من التلونات ، والغياب عن مقام الانس والشهود .

والمرتبة الثالثة (الصبر عن الله) وهو من درجات العشاق والمشتاقين من اهل الشهود والعيان عندما يعودون الى عالمهم ويرجعون الى عالم الكثرات والصحو . وهذا من اصعب مراتب الصبر واقسى المقامات . وقد اشار الى هذه المرتبة مولى السالكين وامام الكملين وامير المؤمنين عليه السلام في الدعاء الشريف الموسوم بدعاء الكميل : «فهبني يا الهي وسيدي ومولاي صبرت على عذابك فكيف اصبر على فراقك» .

Bogga 252