(ق36ب)
- ((لي نورا واجعلني نورا)) هذا حديث حسن محفوظ من رواية: داود بن علي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف القرشي الهاشمي، عن أبيه أبي الحسن، وقيل: أبي محمد علي، عن جده أبي العباس عبد الله بن العباس بن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم ورضي عنه، حبر الأمة وجد الخلفاء والأئمة، مفسر التنزيل، ومبين التأويل، أمه لبابة بنت الحارث بن حزن بن بجير الهلالية أخت ميمونة بنت الحارث زوج النبي عليه السلام، ولد قبل الهجرة بثلاث سنين، حنكه رسول الله صلى الله عليه وسلم بريقه، ودعا له فقال: " اللهم بارك فيه، وانشر منه، وعلمه الحكمة " وسماه " ترجمان القرآن " وكان يسمى: البحر من كثرة علمه. وكان له ثلاث عشرة سنة إذ توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقيل بن عشر سنين مختونا قد ناهز الأحتلام، وكانوا يختتنون للبلوغ، وقيل ابن خمس عشر سنة، قال أحمد بن حنبل رحمه الله: وهو الصواب كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول: ابن عباس فتى الكهول، له لسان سؤول، وقلب عقول، وكان يعده للمعضلات مع اجتهاد عمر ونظره للمسلمين.
Bogga 2
وكان ابن مسعود يقول: نعم ترجمان القرآن ابن عباس لو أدرك ابن عباس أسناننا ما عاشره منا رجل، ولما خرج (ق37أ)
معاوية حاجا معه ابن عباس رضي الله عنه فكان لمعاوية موكب ولابن عباس موكب ممن يطلب العلم.
قال مسروق: كنت إذا رأيت ابن عباس قلت أجمل الناس، فإذا تكلم قلت أفصح الناس، فإذا حدث قلت أعلم الناس.
وقال طاووس: أدركت نحو خمس مائة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إذا ذكروا ابن عباس فخالفوه لم يزل يقررهم حتى ينتهوا إلى قوله.
وقال مجاهد: ما سمعت فتيا أحسن من فتيا ابن عباس إلا أن يقول قائل: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم. وروي عن أبي هريرة قال: ((خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فتلقاه عمه العباس فقال: ألا أبشرك يا أبا الفضل ؟ قال: بلى، قال: إن الله تعالى افتتح بي هذا الأمر، وبذريتك يختمه)). وأراد بذلك بقاء الخلافة في أولاده إلى قيام الساعة. فروي عن ابن عباس أنه رأى رجلا مع النبي صلى الله عليه وسلم فلم نعرفه، فسأل النبي عليه السلام، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم أرأيته، قال: نعم، قال: ذلك جبريل أما إنك سيفقد بصرك، فعمي بعد ذلك في آخر عمره، وهو القائل في ذلك: إن يأخذ الله من عيني نورهما ... ففي لساني وقلبي منهما نور، قلبي ذكي وعقلي غير ذي دخل ... وفي فمي صارم كالسيف مأثور.
وروي له أيضا:
Bogga 3
(ق37ب)
إذا أبصر القلب المروءة والتقى ... فإن العمى في العين ليس يضير، إذا كفرت عيني ذنوبي فإنها ... وإن فجعت رز علي يسير، يقولون صبرا قلت فالصبر بشيمتي ... ألم تعلمي أن الكريم صبور.
كان ابن عباس قد خرج من مكة إلى الطائف في أيام ابن الزبير، ومات بها سنة ثمان وستين وهو ابن سبعين سنة، وقيل: ابن إحدى وسبعين، وقيل ابن أربع وسبعين، وصلى علي محمد بن الحنفية، وكبر عليه أربعا، وقال اليوم مات رباني هذه الأكمة، وضرب على قبره فسطاطا، وكان ابن عباس قد شهد مع علي رضي الله عنهما سائر مشاهده.
- قال ميمون بن مهران: شاهدت جنازة ابن عباس رضي الله عنه فلما وضع ليصلى عليه جاء طائر لم ير على خلقته، فدخل نعشه، ثم لم ير خارجا منه، فلما كفن تليت هذه الآية على شفير القبر، لا يدرا من تلاها {يا أيتها النفس المطمئنة، ارجعي إلى ربك راضية مرضية، فادخلي في عبادي، وادخلي جنتي}.
Bogga 4
فروى ذلك أيضا سعيد بن جبير رحمة الله عليهما، أخرجه أبو عيسى محمد بن عيسى الترمذي، في كتابه في الدعوات، عن عبد الله بن عبد الرحمن الداري، عن محمد بن عمران بن محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى الأنصاري، عن أبيه، عن جده، عن داود بن علي بن عبد الله بن عباس، عن أبيه، عن جده رضي الله عنهم (ق38أ )
قال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث ابن أبي ليلى من هذا الوجه، وقد روى شعبة وسفيان الثوري، عن سلمة بن كهيل، عن كريب، عن ابن عباس، عن النبي عليه السلام بعض هذا.
وقوله صلوات الله عليه: ((يا ذا الحيل الشديد)) كذا رواه جماعة بالياء المنقوطة بواحدة، فقال: أبو منصور الأزهري: الصواب ((يا ذا الحيل بالياء المنقوطة باثنين، ومعناه ذو القوة الشديد.
وحكى عن الفراء، قال: يقول العرب: لا حول ولا قوة إلا بالله، لا حيل ولا قوة إلا بالله، وإنه لشديد الحيل والحول، أي شديد القوة، وقوله: سبحان من تعطف العز، وقال به. تعطف مأخوذ من العطاف وهو الرداء، وهو مثل كما جاء في الحديث: ((الكبرياء رداء الله)) ومعناه الإختصاص بالعز، والاتصاف به بحيث لا يفارقه.
وقوله صلوات الله عليه قال: من حكم به فينفد حكمه، ولا يرد أمره يقال منه، قال الرجل، وإقال أي: إذا حكم فمضى حكمه، ومنه سمي القيل، وهو الملك.
لم يسق هذا الحديث بهذا السياق والدعاء، عن علي بن عبد الله بن عباس إلا ابنه داود، وهي رواية عزيزة انفرد بها ابن أبي ليلى عنه.
Bogga 5
- وأخبرنا أبو بكر بن علي الطوسي فيما قرأته عليه قال أنبأ الحسن بن أحمد السمرقندي الحافظ في كتابه، قال أنبأ أبو إبراهيم إسماعيل بن محمد بن عبد الله المستملي (ق38ب)
حدثنا محمد بن القاسم الفارسي، قال: الحسن، وأنبأ أبو العباس المستغفري، أنبأ الفضل بن أحمد بن سليمان السرخسي بكثير لفظا، ثنا محمد بن القاسم الفارسي، حدثنا أبو عبد الله محمد بن يزيد بن إبراهيم القطان، ثنا يعقوب بن سفيان، حدثني نصر بن محمد السلمي، حدثنا أبي، ثنا أبو ضمرة محمد بن سليمان، ثنا داود بن علي بن عبد الله بن العباس، عن أبيه، عن جده عبد الله بن عباس رضي الله عنه، قال أردت أعرف صلاة رسول الله صل الله عليه وسلم من الليل، وذكر الحديث بطوله، قال محمد بن يزيد، قال يعقوب مشيت في هذا الحديث ألف فرسخ، وأنفقت فيه ألف درهم ولو مت لطرح في بيت الحمام، وذرق عليه الطير، قال محمد بن يزيد فرأيت هذا الحديث بعد وفاة يعقوب بن سفيان قد ذرق عليه الطير في بيت الحمام.
البلد الرابع عشر دمشق
وهي أم الشام وأقدم مدنها وهي من الأرض المقدسة، وقالوا في قوله تعالى: {وآويناهما إلى ربوة ذات قرار ومعين} إنها دمشق ومسجدها من عجائب الدنيا، وبها قبور جماعة من الصحابة والتابعين، وأئمة الدين رضي الله عنهم أجمعين.
Bogga 6
- أخبرنا الشيخ الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن بن هبة الله بن عبد الله بن الحسن الشافعي المعروف بابن عساكر الدمشقي قراءة عليه في جامع دمشق، قال: نا (ق39أ) الشريف النسيب أبو القاسم علي بن إبراهيم بن العباس بن الحسن بن العباس بن الحسن بن الحسين وهو أبو الحسن بن علي بن محمد بن علي بن إسماعيل بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين ريحانة رسول الله صلى الله عليه وسلم بن علي بن أبي طالب عليهم السلام العلوي الحسيني الخطيب قراءة عليه بدمشق غير مرة سنة سبع وخمس مائة، أنبأ أبو عبد الله محمد بن علي بن يحيى بن سلوان المازني قراءة عليه، أنبأ أبو القاسم الفضل بن جعفر التميمي المؤذن قراءة عليه، ثنا أبو بكر عبد الرحمن بن القاسم بن الفرح بن عبد الواحد الهاشمي، ثنا أبو مسهر عبد الأعلى بن مسهر، ثنا سعيد بن عبد العزيز، عن ربيعة بن زيد، عن أبي إدريس الخولاني، عن أبي ذر الغفاري، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، عن جبريل، عن الله تبارك وتعالى أنه قال: يا عبادي، إني حرمت الظلم على نفسي، وجعلته بينكم محرما، فلا تظالموا، يا عبادي، إنكم تخطئون بالليل والنهار، وأنا الذي أغفر الذنوب ولا أبالي , فاستغفروني أغفر لكم، يا عبادي كلكم جائع إلا من أطعمته فاستطعموني أطعمكم، يا عبادي كلكم عار إلا من كسوته فاستكسوني أكسكم، يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أفجر قلب رجل منكم لم ينقص ذلك من ملكي شيئا، يا عبادي لو أن أولكم وآخركم (ق39ب) وإنسكم وجنكم كانوا على أتقى قلب رجل منكم لم يزد ذلك في ملكي شيئا، يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا في صعيد واحد فسألوني فأعطيت كل إنسان منهم ما سأل لم ينقص ذلك من ملكي شيئا إلا كما ينقص البحر أن يغمس المخيط غمسة واحدة، يا عبادي إنما هي أعمالكم أحفظها عليكم فمن وجد خيرا فليحمد الله، ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه. قال أبو مسهر: قال سعيد بن عبد العزيز: كان أبو إدريس الخولاني إذا حدث بهذا الحديث جثا على ركبتيه.
Bogga 7
هذا حديث صحيح جليل من حديث أبي ذر جندب بن جنادة جليس رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنيسه الذي عانق البلوى إلى أن يلحق بالمولى، كان من أوعية العلم المبرزين في الورع، والزهد والقول بالحق، اختلف في اسمه فقيل ما ذكرنا وقيل برير بن جندب، وقيل برير بن جنادة، وقيل جندب بن سكن، وقيل غير ذلك، والمشهور بن جندب بن جنادة، واختلف فيما بعد جنادة أيضا فقيل جنادة بن قيس بن عمرو بن صعير بن حرام بن غفار الغفاري، وقيل غير ذلك. أمه: رملة بنت الرفيعة من بني غفار أيضا أسلم بمكة، قديما بعد ثلاثة فكان رابع الإسلام، وقيل بعد أربعة أعلن إسلامه، وأوذي في الله ثم رجع إلى بلاد قومه وأقام يسخر (ق40أ)
بآلهتهم إلى أن مضت بدر وأحد والخندق ثم قدم على النبي صلى الله عليه وسلم المدينة فصحبه إلى أن مات صلى الله عليه وسلم ورضي عنه.
قال عليه السلام في حقه: «ما أظلت الخضراء ولا أقلت الغبراء أصدق لهجة من أبي ذر».
وقال علي رضي الله عنه: وعي أبو ذر علما عجز الناس عنه، ثم أوكأ عليه فلم يخرج شيئا منه.
Bogga 9
قد روى عن أبي ذر أنه قال كان قوتي على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم صاعا من تمر، فلست براد عليه حتى القى الله عز وجل، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أبو ذر في أمتي على زهد عيسى بن مريم، خرج من المدينة بعد وفاة أبي بكر رضي الله عنه إلى الشام، فلم يزل بها حتى ولي عثمان فاستقدمه وسيره إلى الربذة، فمات بها سنة إحدى، وقيل سنة اثنتي وثلاثين، وصلى عليه عبد الله بن مسعود صادقه، وهو مقبل من الكوفة مع نفر فضلا من أصحابه، فشهدوا موته، وغمضوا عينه، وغسلوه وكفنوه وقبروه. وقيل ابن مسعود لما دعي إلى الصلاة عليه بكا بكاء شديدا طويلا، وقال أخي وخليلي عاش وحده، ومات وحده ويبعث وحده، طوبى له، وحكى أنه قيل له بعد قتل عثمان يرجع إلى المدينة، فقال أطعته حيا، أفلا أطيعه ميتا، وثابت من رواية أبي إدريس عائذ الله بن عبد الله (ق40ب)
الخولاني الداراني، ما في دمشق، عن أبي ذر. انفرد بإخراجه مسلم بن الحجاج، فرواه في صحيحه، عن أبي بكر إسحاق بن جعفر الصاغاني، عن أبي مسهر الغساني فقيه أهل دمشق، وقع لنا موافقة عالية في شيخ شيخه، وحكى عن أحمد بن محمد بن حنبل رحمة الله عليه، أنه قال ليس لأهل الشام أشرف من حديث أبي ذر هذا ورجال إسناده كلهم دمشقيون، إلى أبي ذر رضي الله عنه وعنهم وليس لأبي إدريس، عن أبي ذر في الصحيح، غير هذا.
البلد الخامس عشر دينور
وهي مدينة بديار الجبل، من أعمال همذان لا تخلو أمر الصالحين والإبدال، مغاريد الرجال.
Bogga 10
- أخبرنا أبو زرعة طاهر بن محمد بن طاهر بن علي بن أحمد الشيباني المقدسي، الصوي بالدينور عند توجهه إلى الحج سنة ثمان وأربعين قال، أنبأ أبو عبد الله محمد بن أحمد بن الحسن الكامخي، أنبأ أبو بكر أحمد بن الحسن الحرشي، قال: ثنا محمد بن يعقوب الأصم، ثنا زكريا بن يحيى المروزي، حدثنا سفيان بن عيينة، عن ابن المنكدر سمع عروة بن الزبير يقول: حدثتنا عائشة رضي الله عنها أن رجلا استأذن على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: ائذنوا له فبئس رجل العشير، أو بئس رجل العشيرة، فلما دخل عليه، لان له القول: قالت عائشة يا رسول الله، قلت له الذي قلت فلما (ق41أ) دخل ألنت له القول، قال: يا عائشة إن شر الناس منزلة يوم القيامة من ودعه أو تركه الناس إتقاء فحشه.
Bogga 11
هذا حديث متفق على صحته، وثق به من رواية أبي عبد الله محمد بن المنكدر، عن أبي عبد الله بعمرو بن الزبير بن العوام، عن خالته أم عبد الله عائشة أم المؤمنين الصديقة بنت الصديق قد تقدم ذكر نسب أبيها رضي الله عنهما، أمها أم رومان بنت عامر بن عويمر بن عبد شمس بن عتاب بن أذينه بن سبيع بن دهمان بن الحارث بن غنيم بن مالك بن كنانة تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة قبل الهجرة بسنتين، وقيل بثلاث سنين، وهي بنت ست سنين، وقيل سبع سنين وابتنى بها بالمدينة، وهي ابنة تسع وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد رأى عائشة في المنام في سرقة من حرير متوفى خديجة رضي الله عنها، فقال إن يكن هذا من عند الله يمضه، فتزوجها بعد موت خديجة بثلاث سنين، وأعرس بها بالمدينة في شوال على رأس ثمانية عشر شهرا من مهاجره إلى المدينة فكان نكاحه صلى الله عليه وسلم لعائشة في شوال وابتناؤه بها في شوال، وكانت تحب أن يدخل النساء من أهلها , وأحبتها في شوال على أزواجهن، وتقول هل كان في نسائه أحظى مني، وقد نكحني، وابتنى بي في شوال (ق41ب)
وتوفي صلى الله عليه وسلم عنها وهي بنت ثمانية عشر سنة فكان مكثها معه تسع سنين لم ينكح بكرا غيرها، واستأذنته في الكنية، فقال اكتني بابنك عبد الله بن الزبير يعني ابن أختها أسماء، سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم: أي الناس أحب إليك، قال عائشة، قيل: ومن الرجال؟ قال أبوها، وقال عليه السلام فصل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام ، وقال عروة بن الزبير: ما رأيت أحدا أعلم بفقه، ولا بطب، ولا بشعر من عائشة.
وقال مسروق: رأيت مشيخة أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم الأكابر يسألونها عن الفرائض، وكان إذا حدث عنها يقول: حدثتني الصادقة بنت الصديق البرية المرأة بكذا أو كذا.
وقال الزهري: لو جمع علم عائشة إلى علم جميع أزواج النبي عليه السلام ورضي عنهم لكان علم عائشة أفضل.
توفيت سنة سبع وخمسين، وقيل سنة ثمان وخمسين ليلة الثلاثاء لتسع عشرة خلت من رمضان، وأمرت أن تدفن ليلا، فدفنت بعد الوتر، بالبقيع وصلى عليها أبو هريرة رضي الله عنه.
Bogga 13
أخرجه البخاري في الأدب عن عمرو بن عيسى، عن محمد بن سواء، عن روح بن القاسم، وعن صدقة بن الفضل، وقتيبة أيضا، عن ابن عيينة. وأخرجه مسلم، عن محمد بن رافع، وعبد بن حميد، عن عبد الرزاق، عن معمر، وعن قتيبة (ق42أ)
وأبي بكر بن أبي شيبة وعمرو الناقد وزهير بن حرب وابن نمير، عن سفيان بن عيينة ثلاثتهم عن ابن المنكدر كما سقناه، وقع لنا بعلو من حديث أبي محمد سفيان بن عيينة بن أبي عمران الهلالي، ومن الطريقين الأخريين كان شيخنا حدث به عن البخاري ومسلم رحمهما الله.
Bogga 14
السادس عشر ذات عرق ميقات أهل العراق
ومجمع الرفاق
Bogga 15
- أخبرنا الشيخ العابد أبو غالب لاحق بن الحصيب بن أبي القاسم بن محمد بن علي بن عبد الرزاق الكاغدي بذات عرق في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم على رأس الوادي في عشر ذي الحجة من سنة أربع وخمسين وخمس مائة وكنت لقيته من قبل بأصبهان وكتبت عنه وشاهدته بطريق مكة ماشيا مع علو سنده وضعف متنه يخفي حاله عن المعارف والإخوان، ويقطع زمانه بالذكر، وتلاوة القرآن، وكنت أراقبه في المنازل، وأتقرب إلى بركة صحبته في المراحل، ذكر لي أنه حج مرارا كذلك وكان يبغي الصوم في الحضر رحمه الله، قال أنبأ جدي أبو منصور محمد بن علي بن عبد الرزاق الكاغدي بأصبهان سنة تسعين وأربعمائة، قال ثنا الفقيه أبو الحسن علي بن أحمد بن ميله إملاء، قال ثنا أبو محمد غياث (ق42ب)
ابن محمد بن غياث، ثنا الحسن بن المثنى، ثنا مسلم بن إبراهيم، ثنا مبشر بن مكسر، حدثنا أبو حازم، حدثني سهل بن سعد رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: بعثت أنا والساعة كهاتين وأشار بأصبعه المسبحة والوسطى.
هذا حديث صحيح من رواية أبي حازم سلمة بن دينار المدني القاضي، وكان من زهاد البائعين وعبادهم مولى بني مخزوم فارسي الأصل، كان أشقر أحول، أعرج، يقال له الأمير يعض الناس كل يوم مرتين، بعد الصبح والعصر في مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم، عن أبي العباس سهل بن سعد بن مالك بن خالد بن ثعلبة بن حارثة بن عمرو بن الحارث بن ساعدة بن كعب بن الخزرج الساعدي الخزرجي الأنصاري رضي الله عنه كان اسمه حزنا فسماه النبي عليه السلام سهلا، وكان عليه السلام يغير الأسماء القبيحة إلى الأسماء الحسنة تفاؤلا وأراد مثل ذلك من حزن جد سعيد بن المسيب فلم يقبله، وقال: لا أغير اسما سماني به أبي، قال سعيد فبقيت الحزونة فينا حتى الساعة، توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وله خمسة عشر سنة، ومات سهل رحمه الله في سنة ثمان وثمانين، وقيل سنة إحدى وتسعين، وقد بلغ مائة سنة، وفي هذه السنة توفي أنس بن مالك رضي الله عنه بالبصرة.
Bogga 16
(ق43أ)
حكى ابن عيينة، عن أبي حازم قال سمعت سهل بن سعد، يقول: لو مت لم تسمعوا أحدا يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو آخر من مات بالمدينة، روى عنه من الصحابة أبو هريرة رضي الله عنه، ولا أعلم أن أبا حازم هذا روى عن أحد من الصحابة غير سهل بن سعد والله أعلم. وهو عزيز من رواية مبشر بن مكسر المدني. أخرجه البخاري في كتابه، عن سعيد بن أبي مريم، عن أبي غسان، وفي التفسير، عن أحمد بن المقدام، عن فضيل بن سليمان ، وعن علي، عن ابن عيينة. ورواه مسلم في مسنده الصحيح أيضا، في الفتن عن سعيد بن منصور، وقتيبة، عن يعقوب، وعن سعيد بن منصور، عن عبد العزيز بن أبي حازم كلهم عن أبي حازم، عن سهل بهذا. وجابر بن سمرة، وأبو جحيفة وقد فسر قوله عليه السلام ((بعثت أنا والساعة كهاتين)) على وجهين: إحدهما أنه أراد قدر زيادة الوسطى على السبابة يعني سبقت الساعة بقدر ما بينهما من الفضل، نبه صلى الله عليه وسلم على تقريب مدة مجيء الساعة، والوجه الآخر: أن يكون أراد انقطاع النبوة بعده، يقول أنا آخر الأنبياء فلا يليني نبي آخر كما يلي السبابة والوسطى ليست بينهما أصبع أخرى.
البلد السابع عشر الري
Bogga 17
مدينة كبيرة من (ق43ب)
مدن قهستان ومشاهير البلدان وهي: واسطة العراق وخراسان.
Bogga 18
- أخبرنا السيد أبو الرضا المرتضي بن خليفة بن داعي بن مهدي بن إسماعيل بن القاسم بن إسماعيل بن الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه ورضي عن أسلافه الطاهرين قراءة مني عليه في رباط الشيرازي بالري، عند عودي من خراسان، قال أنبأ الحسن بن أحمد بن الحسن بن مهرة بأصبهان، قال أنبأ أحمد بن عبد الله الحافظ أنبأ أبو بكر بن خلاد، ثنا الحارث بن أبي أسامة، ثنا أبو عبد الرحمن المقريء، ثنا سعيد بن أبي أيوب، عن أبي مرحوم عبد الرحيم بن ميمون، عن سهل بن معاذ بن أنس الجهني، عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من ترك اللباس وهو يقدر عليه تواضعا لله عز وجل دعاه الله يوم القيامة على رؤوس الخلائق حتى يخيره من حلل الإيمان يلبس أيها شاء. هذا حديث حسن محفوظ من حديث سهل بن معاذ بن أنس الجهني المصري، عن أبيه ومشهور من رواية أي مرحوم المصري عنه. رواه إمام أهل الحديث أحمد بن محمد بن حنبل رحمه الله في مسنده عن أبي عبد الرحمن عبد الله بن يزيد المقريء البصري يزيد مكة وقع لنا عاليا موافقة له في شيخه (ق44أ)
ورواه الترمذي في جامعه، عن ابن عباس الدوري، عن أبي عبد الرحمن المقريء أيضا كما أخرجناه.
البلد الثامن عشر زنجان
وهي مدينة كبيرة من مدن قهستان افتتحها البراء بن عازب في أيام عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
- حدثنا أبو نصر عمر بن محمد بن أبي نصر بن أبي بكر بن علي بن إبراهيم اللفتواني بزنجان لفظا، قال أنبأ أبو علي الحسن بن أحمد بن الحسن المقريء، قال أنبأ أبو نعيم أحمد بن عبد الله الأصبهاني، ثنا سليم بن أحمد بن أيوب اللخمي، ثنا عبيد الله بن رماحس الحشمي، ثنا أبو عمرو بن زياد بن طارق، وكان قد أتت عليه عشرون ومائة سنة، ورأيته قد علا شجر التبن يلتقط منه، قال سمعت أبا جرول زهير بن صرد الجشمي يقول لما أسرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم حنين يوم هوازن ذهب يفرق السبي والشاء فأتيته فأنشدته هذا الشعر:
امنن علينا رسول الله في كرم ... فإنك المرء نرجوه وننتظر
امنن على بيضة قد عاقها قدر ... مفرق شملها في دهرها غير
أبقت لنا الدهر هتافا على حزن ... على قلوبهم الغماء والغمر
إن لم تداركهم نعماء تنشرها ... يا أرجح الناس حلما حين يختبر.
Bogga 19