لا يلبث الرجل الذي ينظر في أعماله بعين العقل أن يرى أن ما خلص منها وتنزه عن الشوائب قليل جدا. ينبغي أن تكون كاهنا أو جنديا لتجهل مخاوف الشك وتنجو من جزعه. ***
لا نعجب بأنفسنا ولا نحسب أننا خيار، فنحن لسنا خيارا، وإذا نظرنا إلى ذواتنا فلنكشف عن وجهنا الحقيقي، فهو خشن فظ كوجه آبائنا، وأما ولنا عليهم فضل ماض أبعد وتقليد أطول من ماضيهم وتقليدهم، فلنعرف بالأقل استمرار جهلنا ودوامه. ***
ليس ما يحدث في نفوسنا أبلغ أثر وأبقاه، كائنات حقيقية بل كائنات خيالية. ***
لا مسرة إلا في الوهم، ولا طمأنينة إلا في الجهل. ***
أما والقانون موضوع لحماية المجتمع، فلا يمكن أن يكون أقرب إلى معنى العدل من المجتمع نفسه، وما دام المجتمع قائما على الظلم، فستظل القوانين عاملة على حماية الظلم وتأييده. ... ثم إن هذه القوانين على الأغلب عتيقة، لا تمثل ظلامة حاضرة، بل ظلامة غابرة، وإذن أخشن وأشد قسوة هي صروح عصر السوء لا تزال قائمة في زمن أرق وأحلم. ***
ما كان الجبن قط دليل التعقل. ***
تقول المدينة الصغيرة للمسافرين الذين يتأملونها من أعالي الأكمة: «انظروا إني عجوز، ولكنني جميلة، لقد طرز أبنائي البررة ثوبي بالقلاع والقباب والقصور والبروج، أغذي أبنائي بين ذراعي، فإذا قضوا أشغالهم انصرفوا بعضهم إثر بعض؛ ليناموا عند قدمي، تحت العشب الذي يرتعيه الخرفان، يمضي أبنائي ويموتون، ولكنني أبقى لحفظ ذكراهم، فكأني حافظتهم؛ لذلك هم مدينون لي بكل شيء؛ لأن الإنسان ليس إنسانا إلا لأنه يذكر، لقد مزقت الحروب ثوبي وخرقت صدري، وأصبت بجراح زعموا أنها مميتة، لكنني ما زلت حية؛ لأني رجوت، فتعلموا مني هذا الرجاء القدسي الذي ينجي الوطن، انظروا إلى هذه العين الجارية وهذا المستشفى، وهذه السوق التي أورثها الآباء أبناءهم، اعملوا لأولادكم كما عمل والدوكم لكم، إن كل حجر من حجارتي يوليكم نعمة، ويعلمكم واجبا، انظروا إلى كاتدرائيتي، انظروا إلى ملجئي، انظروا إلى مستشفاي، وكرموا الماضي، ولكن فكروا أيضا في المستقبل، فيعلم أبناؤكم أي جواهر حليتم بها، إذ أتى دوركم ثوبي الحجري.» ***
كلمتا «الحقيقة» و«العدل» يكفي ألا تحددهما لتفهم معناهما الصحيح، إن في هاتين الكلمتين بحد ذاتهما لجمالا يضيء ونورا سماويا. ***
لا يستطيع أحد أن يجزم بأن المذهب الذي تبدو في النتائج الأولى أضراره ومساويه، لن يكون في الغد نافعا كثير الخيرات، فكل الأفكار التي يقوم المجتمع عليها اليوم كانت ضارة متلفة قبل أن تصبح واقية محسنة، وباسم المصالح الاجتماعية التي يتوسل بها المسيو برونتيار حوربت في الماضي مبادئ التساهل والإنسانية زمنا طويلا. ***
يجمل بنا أن نرد العدل البشري إلى مبدئه الحقيقي؛ أعني مصلحة الأفراد المادية، وأن نعريه من زخرف الفلسفة العالية التي يترداها رياء باطلا وفخفخة فارغة. ***
Bog aan la aqoon