87

Aqzam Jababira

أقزام جبابرة

Noocyada

صنارته في تصيد العوام تحية المأمورين القادمين إلى الدواوين، فإن ظفر بكلمة من أحدهم فاز بطعم كثير الخير والبركة.

إذا وفد قوم على السراي زج بنفسه بينهم ليقول بعد الخروج للمغفلين: هذا وفد من القرية الفلانية، كان ميعادهم أمس وجاءوا اليوم، عرفناهم بمعالي الوزير. مساكين، راحوا شاكرين حامدين.

ويغادر هيكل السراي مع المأمورين كأنه واحد منهم، يكمن لطرائده عند باب أحد مقاهي ساحة البرج كمون العنكبوت للذباب، حتى إذا استحوذ على جليس هاها بصبيان القهوة وصفق لهم، ثم يتلطف ويقول: اطلب، فنجان قهوة، قدح بيرة، كاس عرق، قنينة كازوز، تحب وسكي؟ أبدا غير ممكن، لا بد من شيء.

وإذا امتنعت أنت طلب هو، فتشرب على صحته، وله الغنم وعليك الغرم، فأساليبه في التغافل عن الدفع غريبة عجيبة. إن خاف أن تنزل به الكارثة ابتدر وابتكر، فكل مار على الرصيف، شرط أن يكون من ذوي الجثث الضخام، هو عنده إما موظف كبير، أو زعيم خطير، ينهض له هيكل إجلالا واحتراما، فإن رد التحية قال لك: هذا فلان بيك، صديقي جدا. وإذا أومأ ذاك المار برأسه أو يده أوهمك هيكل أنه دعاه وله معه كلام. - انتظرني، أنا راجع حالا.

وهكذا يرهنك عند صبيان المقهى كما رهن الغراب الديك في الأسطورة المشهورة.

وتلتقيان بعد حين فيعتذر ويدعوك إلى فندق شهير فيطعمك ويسقيك، فإذا رأى منك الجد، حرن

8

في منتصف الطريق، وصك

9

وجهه صكة مشئومة، وصرخ صرخة ترتعد لها: علي موعد، الله يخزي الشيطان، كيف نسيت؟! فلان - ويختار من الأسماء الرائجة أوقعها في نفسك - يكون قاعدا على نار.

Bog aan la aqoon