74

Aqzam Jababira

أقزام جبابرة

Noocyada

لما فرغت من تنقية الطحنة، فقعدت كالخفاش

2

تدلك عينيها. وبعد سكوت قصير جدا رفعت خصلة شعر شقراء هاجمة على خدها الأيمن وقالت: كذاب الذي قال «القمح البلدي لي ولولدي». القمح البلدي ثلثه زوان وشيلم،

3

مهما غربلنا ومهما غسلنا لا ينظف.

وشعرت بدوار

4

لما استوت، شعرت كأن رجلها يابسة فجلست قائلة: تقبر الأرامل! حياتنا كلها طحن وخبز، وطبخ ونفخ، وغسيل وترقيع، ما لنا ساعة نشاهد فيها وجه ربنا، عيشة من قلة الموت، اسمي أم جبرايل، وجبرايل ابن غيري. وانطوت تمتحن خدر

5

رجلها، تقرصها فلا تحس أنها منها، وتمدها فلا تشعر أنها لها. ولما عادت الدماء إلى مجاريها قامت لحاجاتها: جلت زجاجة قنديل الكاز، وزيتت الفانوس الخاص بعلف الفدان، وأقبلت على العشاء تعده، فالطبخة ناضجة لا ينقصها غير القلية والتوابل.

Bog aan la aqoon