ومرت الناس وما وقف عليه أحد، طرحت له بضعة أنصاف قروش، ولكنها لا تشتري رغيفا، وحمي صراخه فازداد عددها قليلا، فوضعها في لبادته المزفتة.
كان يصرخ ويحسب، فإذا معه ثمن رغيفين، فحمد الله، وتذكر الآية الإنجيلية القائلة: «اطلبوا تجدوا، اقرعوا يفتح لكم.» فراجعه توجعه وأنينه، وطفق يتحمس ويجد في التمسكن حتى استولى على أمد بلاغة هذا الفن، ولكنه لم ينتفع لأن الازدحام على مورد «مغارة الميلاد» كان قد خف.
فحبس ميلاد لسانه، وشرع يحسب ما في اللبادة
16
حسابا نهائيا، فضمن العشاء، وبقي له ما يفك به ريقه أن أصبح، فتوكل على الله ونهض، فما كاد يستوي حتى بطحه أزعر
17
من لداته
18
واختطف القبعة وطار.
فزعق
Bog aan la aqoon