9
بيتربى أحسن إذا ما خليناه يعيد في بيروت. - لا لا لا لا لا. - طيب، الحق معك، اركضي، الحقيه.
وخافت أن يسترد أبو سعيد الإذن فلم تخيط شيئا. استعارت كل شيء حتى النعال والجوارب وغيرها ... وكان ليلة عيد الميلاد في بيروت.
لم ينفتح لميلاد باب رزق في بيروت، فأمثاله في المدينة مثل الجراد الزحاف: هذا يعتل، وهذه تشحذ، وذاك ينشل، أما ميلاد فحاول ذلك كله فأخفق. لم تسد العتالة والشحاذة جوعه، فذبل حتى كاد ييبس، وتوسخت ثيابه وتمزقت، فأصبحت الناس تتقزز منه فيزجر ليبتعد.
وسمع المسكين أن الناس يحسنون ليلة الميلاد ونهاره فاستعد للمعركة، ولكن ضفادع بطنه كانت تنق، وسيقانه لا تحمله، تذكر قول والده: التين مسامير الركاب.
10
فتحسر على لعقة
11
تين، ومشى في السوق كأنه البؤس متجسدا.
رأى شجيرات عيد الميلاد منصوبة عند أبواب المخازن فضحك منها، ولكنها ذكرته تينتهم الشتوية فتأوه، ثم مشى بعين مكسورة يفتش عن الرغيف، والرغيف دولاب هيهات أن يدركه بائس مهدود مثل ميلاد! والتفت فرأى ديوك الحبش مسموطة ومعلقة بمناقيرها فظنها دجاجا فهتف وهو ماش: يا بارك الله! هذا دجاج.
Bog aan la aqoon