132

Aqzam Jababira

أقزام جبابرة

Noocyada

مدير القلم التركي

ن. ر.

وما خرج آخر واحد من السمار حتى صاح هلال بك: فريدة، هاتي ورقة عن الكنسول، عتم، توقي.

النار لا تزال تثرثر، وإبريق القهوة يبربر، فارتفع الغطاء واندلعت القهوة على الوجاق، فهرولت فريدة، فصاح البيك: على مهلك، كب القهوة خير، ربما جاءنا مكتوب من الوالد، طول، ضاقت يا فريدي.

فصاحت فريدة: وكيف لا تضيق فيك، لو أعطوك مال القارون تبذرقه بيومين، اخبزوا، اطبخوا، حمسوا البن، هاتوا السكر، أين الدخان يا فريدي؟ كل مال البرازيل لا يشبعك. - قلت لك ألف مرة: هذا لا يعنيك، لا تنقي، اعملي إركيلة. - إركيلة! راح الليل يا معلمي. - نعم إركيلة، هاتي الورقة.

ونتشها بغضب فما صارت في يده حتى خربش عليها: سيدي الوالد. ولكنه ضرب عليها وكتب: يا بيي، وهو يقول: بلا سيدي بلا بطيخ أصفر. ثم بدأ كتابه كالمعتاد: بعد تقبيل أيديكم. ولكنه عاد فخربشها وقال: أنا هناك حتى أقبل يده! ما قبلتها حتى أقول له ذلك. بحياتك يا ربي ألهمني كيف أكتب حتى تصل البوليصة مثل البرق، انفضحنا، كبرنا «الفشخة» فانفسخنا، مؤكد أن أولاد الحرام كتبوا له عن كل شيء، ما تركوا كبيرة ولا صغيرة حتى خبروه عنها، وخصوصا ابن عمي بولص الحسود الكلب، رأى نفسه صغيرة ، لا أحد يسأل عنه، مؤكد هو الكاتب لوالدي. تركته رنجه وقالت لأم سليم: بيك مثل هلال أفضل بكثير من فلاح مثل بولص. كان الوالد يبعث الألف خلف الألف، ومنذ سنتين ما بعث بارة، معناتها أنه هناك أرذال يبخون، ركبنا الدين، وإذا تأخر الوالد انفضحنا، كل هذا هين عند حجز حوائج البيت، أو الحبس.

ووقفت فريدة تتأمل اضطراب البيك، وتنظر إذا كانت الإركيلة تدخن، فلم ينتبه هلال إلى موقفها منه، ولما أدرك أنها سمعت بعض نجواه قال لها: روحي نامي يا بنت، اتركيني وحدي، وانكب على الورقة بحدة يكتب:

بعد السلام والكلام، أخبرك حصلنا بجاهك وكدك على عز ما حصل عليه أحد في بلادنا، ولكنه يتدهور إذا لم تعجل بإرسال الدراهم، عجل، وإلا راحت البكوية طعام القرد، عجل، أنا على نار، انقطاع تحاريرك قطع ظهري، ابعث ألف ليرة بالتلكراف حالا حالا حالا حالا.

ولدك: هلال

ثم أخذ المكتوب وأحرق بجمرة إركيلته زواياه الأربع، ووضعه في مغلف كان أحد التلامذة نسخ له عليه عنوان أبيه، ونام على أمل أن يسلمه في غد إلى ساعي البريد.

Bog aan la aqoon