105

Aqzam Jababira

أقزام جبابرة

Noocyada

كان اللاذقاني يؤخر المواعظ الراعبة إلى آخر الرياضة، ويقلل الأنوار في الهيكل عند إلقائها، فيمتلئ الشعب رهبة إذ يرى على المذبح شبحا رهيبا كأنه مارد ألف ليلة وليلة.

ورأى أن مواعظه لم تؤت الثمر المطلوب فأخذه العجب، ورماهم بأرهب عظاته. العظات معدة، وهو يعرفها واحدة واحدة، فيختار منها ما يطابق مقتضى الحال. كان إذا ألقى أصغر قنابله ترتفع الآهات وتعلو الزفرات ويتصاعد النحيب من زوايا الكنيسة، فما بال الضيعة قاسية قلوبها؟ إذن فليلق قذيفة من العيار الثقيل.

والتفت فرأى دموعا تترقرق على وجنتي المعاز الهرم مخايل ساسين، ونظره عالق دائما بوجه الخوري لا يتحول عنه أبدا. أفرح المشهد قلب اللاذقاني، وظن أن كلامه وحركاته أثرت بالمعاز فراح يبالغ فيها.

والتفت مثنى وثلاث ورباع فرأى الدموع تطرد فوق خد المعاز فحدثته نفسه باستغلالها، فحول وجهه صوب الموعوظين وصاح: قال السيد في إنجيله الطاهر حين وعظ على الجبل: طوبى للنقية قلوبهم فإنهم يعاينون الله. عجيب غريب، لا يؤثر كلامي إلا في المعاز، أما الوجوه والأعيان فقلوبهم متصلبة. نعم، نعم، إن حناجرهم قبور مفتحة، وسم الأفاعي تحت شفاههم، كما قال النبي داود.

وسكت هنيهة، ثم تنحنح وقال: إن دموع العم ميخائيل ترد غضب الله عنكم أيها الأشرار، فدمعة توبة صادقة تخمد نار جهنم، ولكن يا ميخائيل، بالله قل لي ما يبكيك؟ أنا متأكد أنك نقي القلب وستعاين الله.

فتنهد مخايل وأجاب بعدما ألح عليه الخوري مرات: يا حبيب قلبي أنت، يا معلمي خوري يوسف! عندما تلوح بيدك وتشترب (تشرئب) أتذكر فحلنا

13 «بروش» الذي أكله الذئب عام أول.

مرفع!

في ليلة شباطية كأنها العروس في ثوب الإكليل، قالت أم طنوس لرجلها على إيقاع موسيقى أسنانها: أين نحن من المرفع؟

1

Bog aan la aqoon