عقوبتا الزاني والمرتد ودفع الشبهات
عقوبتا الزاني والمرتد ودفع الشبهات
Noocyada
لقد قال عمر ذلك على المنبر، ولم يعترض عليه أحد من الحاضرين، لا من الصحابة، ولا من التابعين، مما يدل على أنهم جميعًا يعلمون أن لرسول الله حُكم فى رسالته هو من ربه ﷿، وهو أمر زائد على مجرد البلاغ! .
وقال تعالى: ﴿لقد من الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولًا من أنفسهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفى ضلال مبين﴾ (١)
إن الله ﷿ فى هذه الآية الكريمة، يمتن على هذه الأمة، ببعثه رسول الله ﷺ؛ من أنفسهم، وأنه جاء ليس لمجرد بلاغ وتلاوة القرآن الكريم فقط - كما يزعم أعداء الإسلام!
وإنما جاء مع بلاغ القرآن وتلاوته؛ جاء بتزكيتهم وتعليمهم الكتاب والحكمة.
وهذه التزكية والتعليم من مهامه ﷺ فى دعوته، مع بلاغه للقرآن وبيانه لما فيه، وحكمه به.
وبهذه المهمة (التزكية والتعليم) تكون هداية الناس، وإخراجهم من الظلمات إلى النور.
قال تعالى: ﴿كتاب أنزلناه إليك لتخرج الناس من الظلمات إلى النور﴾ (٢) أى من ظلمات الكفر والجهل والضلالة، إلى نور الإيمان والعلم والهداية (٣)
وقال سبحانه: ﴿وإنك لتهدى إلى صراط مستقيم﴾ (٤) فأسند الهداية إليه ﷺ، مما يدل
على أنه ﵊ بكل ما جاء به من عند الله ﷿، يهدى إلى صراط مسقيم.
...
وتأمل قوله "لتخرج" وقوله "تهدى" إنه سبحانه اسند الفعلين إليه ﷺ وفى ذلك دلالة على أن
ذلك من مهام رسالته التى كلفه بها، مع بلاغه للقرآن وتبيينه لما فيه، وحكمه بين الناس
وتزكيته وتعليمه لأمته؛ وكل ذلك ينكره أعداء هذه الأمة! .
_________
(١) الآية ١٦٤ آل عمران.
(٢) الآية الأولى إبراهيم.
(٣) فتح القدير ٣/٩٣.
(٤) الآية ٥٢ الشورى.
1 / 18