Qaybaha Masar ee Juqraafiga ee Xilligii Fircooniga
أقسام مصر الجغرافية في العهد الفرعوني
Noocyada
وعلى أية حال فإن ما فعله «أمنحوتب الثالث» كان خدمة عظيمة للتاريخ لا يقصدها؛ إذ لم يعثر للآن على قائمة كاملة بأسماء المقاطعات المصرية في عهد الدولة الوسطى، وكذلك لم نعثر على مثل تلك القائمة في عهد الأسرة الثامنة عشرة، اللهم إلا ما أسعدنا به الحظ من العثور على بعض أحجار من معبد «حتشبسوت وتحتمس الثالث» عليها أسماء عدة مقاطعات من الوجهين القبلي والبحري. وتمتاز أسماء هذه المقاطعات بأن كلا منها محمول على صورة تمثل إله النيل أو آلهة النيل. وقد ساعدتنا هذه الأسماء على الوصول إلى بعض نتائج هامة. والآن نشرح قائمة الملك «سنوسرت» فنقول:
قسمت هذه القائمة إلى ست خانات الواحدة تلو الأخرى من أعلى إلى أسفل، ففي الخانة الأولى نقشت أسماء المقاطعات مبتدئة من «أسوان» التي تعتبر في نظر المصري المقاطعة الأولى، وهكذا حتى ينتهي بالمقاطعة الثانية والعشرين من مقاطعات الوجه القبلي، ثم يبتدئ بذكر مقاطعات الوجه البحري بالمقاطعة «المنفية»، وينتهي بالمقاطعة الثامنة عشرة (؟).
أما في الخانة الثانية فيذكر لنا اسم الإله الذي يعبد في المقاطعة واسم العاصمة، وأحيانا يكتفي بذكر الإله فقط.
أما الخانات الأربعة والأخيرة فقد ذكر فيها مساحة الأراضي المنزرعة التي تحتويها هذه المقاطعات، غير أني لم أتثبت بعد، هل هذه المقاطعات كانت هي الخاصة بوقف الإله آمون فحسب، أم كانت كل الأراضي المنزرعة في المقاطعة، وبخاصة إذا علمنا أنه عند ذكر اسم المقاطعة كان أحيانا يذكر معه القسم المنزرع أو الأرض المنزرعة. والواقع أن هذه الخانات تحتاج إلى إمعان في الفكر طويل قبل أن يحكم الإنسان على كنهها بالضبط.
وعند فحص خانة أسماء المقاطعات - وهي الخانة الأولى في القائمة - ومقارنتها بمعلوماتنا عن أسماء المقاطعات، وجدنا فيها بعض اختلافات أدت إلى كشف حقائق طريفة تختلف عن التي استقيناها من قوائم عصر «البطالسة»، التي كانت مصدرنا الرئيسي في هذه الناحية.
أولا: نجد أن قائمة «سنوسرت» قسمت البلاد المصرية إلى قسمين رئيسيين، كل واحد منهما تحت سماء واحدة منفصلة؛ ولذلك نجد في الوثيقة أن مقاطعات الوجه القبلي قد غطيت بسماء تبتدئ بالمقاطعة الأولى، وتنتهي عند المقاطعة الثانية والعشرين، وكذلك الحال مع مقاطعات الوجه البحري نجده تحت سماء منفصلة أيضا؛ مما يدل على أن كلا من القطرين كان عالما منفردا قبل توحيد القطرين. ومن جهة أخرى نعرف أن الوجه القبلي قد انقسم إلى قسمين رئيسيين داخليين: القسم الأول يبتدئ بالمقاطعة الأولى جنوبا وهي مقاطعة «آبو»؛ أي «الفنتين» إلى أن نصل إلى المقاطعة العاشرة، وهي التي تسمى مقاطعة «وازيت» وعاصمتها مكان أبو تيج الحالية، ثم نلاحظ أن المقاطعة الثانية والعشرين التي تسمى مقاطعة السكين في قوائم البطالسة قد ذكرت في قائمة «سنوسرت» باسم المقاطعة الفاصلة «حنت»؛ أي التي تفصل بين القطرين الرئيسيين الوجه القبلي والوجه البحري. والواقع أن تقسيم الوجه القبلي إلى قسمين كان معروفا في المتون المصرية قبل عهد «سنوسرت». وقد فهم بعض علماء الآثار هذا التقسيم ضمن المتون المصرية؛ فمثلا نجد في نقش من نقوش الأسرة الحادية عشرة أن مصر العليا كانت تشمل المقاطعات من أول «الفنتين» «أسوان»، إلى المقاطعة «وازيت» وعاصمتها أبو تيج الحالية وكوم أشقاو. وقد سميت في المتن نفسه بأنها باب الشمال؛ أي باب مصر الوسطى، وكذلك نجد أن أسيوط كانت تسمى «تب شمع» «رأس الجنوب» أو نهايته.
وهذا التقسيم قد ذكره مؤلفو اليونان في صورة أخرى؛ فقد قالوا: إن مصر العليا - أي الوجه القبلي - منقسم إلى قسمين: «الطبياد» و«هبتا مونيا» «أي مصر الوسطى»، وذلك من أسوان إلى أسيوط، ومن أسيوط إلى منف في الوجه البحري.
وعند ذكر مقاطعات الوجه البحري نجد أن الكاتب رغم أنه حددها بسماء واحدة، وأراد زيادة في التأكيد أن يعرفها لنا بصورة أخرى فسماها مقاطعات الشمال «سبات محت» وقال: إنها تبتدئ ببلدة «برحعب»؛ أي بيت النيل وهي «الروضة الحالية»، وتنتهي عند بلدة «بحدت» أو «برأمون» وهي بلدة البرمون الحالية. ومما يؤسف له أن أسماء مقاطعات الوجه البحري قد وجد فيها فجوة بعد المقاطعة التاسعة جاء بعدها اسم المقاطعة «المنديسية» «تل الربع الحالية بمركز السمبلاوين»، وهي المقاطعة السادسة عشرة حسب قائمة عصر البطالسة، ثم جاء بعدها مباشرة المقاطعة الثالثة عشرة بدلا من ذكر المقاطعة السابعة عشرة، وجاء بعد ذلك اسم المقاطعة الرابعة عشرة، ثم ترك مكان مقاطعة خاليا، مع ذكر اسم إلهها في خانة الآلهة وهو السبع، وتلك المقاطعة تقابل «التاسعة عشرة» في قائمة البطالسة، وأخيرا ذكرت مقاطعة «بحدت» وهي المقاطعة السابعة عشرة في قائمة البطالسة؛ وبذلك تكون المقاطعات الناقصة عندنا في قائمة «سنوسرت» هي 18، 20. وأعتقد أن المقاطعة الثامنة عشرة كانت في تلك الفترة تكون جزءا من المقاطعة الثالثة عشرة، وبخاصة إذا علمنا أن معبوداتها مذكورة ضمن معبودات تلك المقاطعة، وهي الإلهة «باست» أي القطة.
وعند فحص أسماء المقاطعات في الوجه البحري، ظهر لنا بجلاء أنها كانت تنقسم إلى قسمين رئيسيين، كما هو الحال في الوجه القبلي، مع الفارق أن قسمي الدلتا كان شرقا وغربا بدلا من جنوبا وشمالا في الوجه القبلي. وقد أوضح المصري نفسه هذا التقسيم بتسمية القسم الأول «واحد غرب»، ويحتوي على كل المقاطعات التي في غرب الدلتا، ويشمل المقاطعات 1، 2، 3، 4، 5، 6، والمقاطعة السابعة وهي التي في نهاية الحدود الغربية وعاصمتها «متليس» التي يقول عنها «دارسي»: إنها بلدة «مليج الحالية» القريبة من «فوه».
أما القسم الشرقي فيشمل المقاطعات من 88 إلى 200، وقد سمى قسم «واحد شرق»، والمقاطعة الثامنة هي التي تسمى «واحد شرق» وعاصمتها - على ما أعتقد - هي «تل اليهودية» الحالي. ونشاهد أن ترتيب المقاطعات في القسم الغربي كان يجري على نظام منطقي؛ إذ نشاهد أنه يبتدئ بالمقاطعة الأولى وهي مقاطعة «الجدار الأبيض» أي «منف»، ثم المقاطعة الثانية تصاعديا من الجنوب إلى الشمال إلى أن يصل إلى البحر، ثم يعود ثانية من الجنوب بالمقاطعة الرابعة، فالخامسة فالسادسة شمالا إلى أن يصل إلى البحر، ثم يذكر لنا المقاطعة السابعة التي هي واحد غرب؛ أي نهاية حدود هذا القسم الغربي. أما في القسم واحد شرق فنجد اختلافا في ترتيب كل قائمة وصلت إلينا عن الأخرى، وبخاصة في قوائم عهد البطالسة؛ إذ لا نجد فيها أي نظام قط في الترتيب، فنجد المقاطعة الأولى مثلا ملاصقة للمقاطعة الثالثة عشرة وهكذا.
Bog aan la aqoon