جالت بهما حول وينتر كورت وطريق تشيلسي درايف لمشاهدة البيوت الجديدة بمناظرها الطبيعية البديعة ومسابحها، وبعدها صحبتهما إلى نادي الصيد والألعاب الرياضية حيث شاهدن طيور الزينة وعائلة الغزلان وحيوان الراكون، والقط بوبكات البري الحبيس. شعرت ملدريد بالتعب وكأنها قادت سيارتها إلى تورونتو، وأحست بالحاجة إلى شيء ينعشها ويعيد لها طاقتها، فاتجهت بالسيارة إلى ذاك المكان الواقع على الطريق السريع لشراء الآيس كريم. طلبت الأختان مخروطين صغيرين بمذاق الفانيليا، أما ملدريد فطلبت مخروطا من نكهتين؛ الزبيب بالرم وكريمة اللوز. جلسن حول طاولة من طاولات التنزه الخلوية يلعقن الآيس كريم وينظرن إلى حقل ذرة.
قالت ملدريد: «يزرعون الكثير من الذرة في هذه الأنحاء.» كان ألبرت يعمل مديرا لصومعة حبوب تعمل بالآلات قبل أن يحال للتقاعد؛ ولذا افترضت ملدريد أن المحاصيل ربما تثير اهتمامهما. «هل يزرعون الكثير من الذرة غربا؟»
فكرتا في الأمر، وقالت جريس: «حسنا، ليس كثيرا.»
قالت فيرا: «كنت أتساءل.»
قالت ملدريد بمرح: «عم تتساءلين؟» «ترى هل عندكم كنيسة خمسينية هنا في لوجان؟»
ركبن السيارة مرة أخرى، وبعد أن ضللن الطريق لبعض الوقت، عثرن على الكنيسة الخمسينية. لم تكن واحدة من أجمل الكنائس في المدينة، كانت بناية عادية من أحجار إسمنتية، مطلية أبوابها وأطر نوافذها باللون البرتقالي، ومعلقة عليها لافتة باسم الكاهن وأوقات إقامة القداس. ولم تكن هناك أية أشجار ظليلة على مقربة من الكنيسة، ولا شجيرات أو أزهار، بل ساحة جافة. ربما يذكرهما هذا المشهد بمدينة ساسكاتشوان.
قالت ملدريد وهي تطالع اللافتة: «الكنيسة الخمسينية. هل هذه هي الكنيسة التي تترددون عليها ؟» «نعم.» «لا نتردد أنا وولفريد على الكنيسة، وإذا ذهبنا، أعتقد أننا سنقصد الكنيسة المتحدة. هل تودان الترجل والتحقق مما إذا كانت مفتوحة أم لا؟» «كلا.» «إذا كانت مغلقة، يمكن أن نحاول البحث عن الكاهن. إنني لا أعرفه شخصيا، لكنني لا أعرف الكثيرين من سكان لوجان على أية حال، أعرف فقط الذين يلعبون البولينج، والذين يلعبون الورق في رابطة المحاربين البريطانيين. خلاف ذلك لا أعرف الكثير. هل تحبان أن نذهب لرؤية الكاهن؟»
أجابتا بالنفي، فكرت ملدريد في الكنيسة الخمسينية، وظنت أنها الكنيسة التي يتكلم فيها الناس بالألسنة، ففكرت في الاستفادة من قضاء عصر ذلك اليوم معهما والتأكد من ظنها؛ لذا فقد سألتهما: هل هذا صحيح؟ «نعم، هذا صحيح.» «ولكن، ما الألسنة؟»
خيم الصمت عليهما لحظة ثم قالت إحداهما بصعوبة: «إنه صوت الرب.»
قالت ملدريد: «يا إلهي!» أرادت أن تسهب في أسئلتها - هل كانتا تتكلمان بالألسنة أيضا؟ - لكنهما أشعرتاها بالتوتر، وكان من الواضح أنها أصابتهما بالتوتر أيضا. تركتهما تتطلعان إلى الكنيسة لدقائق معدودة، ثم سألتهما ما إذا كانتا قد اكتفتا، فجاء ردهما بالإيجاب وشكرتاها. •••
Bog aan la aqoon