Aqbat Wa Muslimun
أقباط ومسلمون: منذ الفتح العربي إلى عام ١٩٢٢م
Noocyada
يستحق أن يخلد اسمه.»،
19
إن هذا الحكم الشديد على ولاة مصر يظهر لنا قوة شخصية عمرو بن العاص، ولما كان عمرو فاتح مصر وأول من حكمها، فقد أنشأها نظاما خاصا نستطيع معرفته بسهولة من مختلف أعماله وتصرفاته، لقد عرف عمرو كيف يحل المشاكل الخطيرة دون أن يعتمد على نصوص واضحة لعدم وجودها وقتذاك، ولما كانت سياسته ترمي إلى كسب مودة النصارى، فقد صبغ نظم البلاد بصبغة التسامح التي خولت للأقباط التمتع ببعض الامتيازات الجوهرية. (2-1) كان عمرو يسعى إلى حكم مصر حكما مطلقا
من الطبيعي أن تستقبل الشعوب المغلوبة قائد الجيش المنتصر بشعور يشوبه الخوف والاحترام، ويعترف حنا النقيوسي «أن مركز عمرو كان يزداد قوة يوما بعد يوم.»،
20
وبالفعل، فقد ارتفعت سمعة عمرو إلى حد أنه عندما أعادت الجيوش البيزنطية الكرة على الإسكندرية، استنجد عثمان به على الرغم من كرهه له ورميه بالطمع والمغامرة.
لبى عمرو طلب الخليفة دون تردد، ألم يكن يعتبر مصر ملكا له، سلبه الخليفة منه عندما أقاله من الولاية؟ ولا شك أن العودة إليها قد تمكنه من حكم البلاد لحسابه الخاص وإغفال سلطة الخليفة .
ولم يكن طموح عمرو جديدا، فقد ظهر لأول مرة يوم استسلام حصن بابليون، وإلا كيف نفسر عطفه على الجيوش المغلوبة؟ لماذا رغب في أن يصالح أعداءه صلحا شريفا بالرغم من معارضة الزبير وعدد وفير من جيشه، وبالرغم من مقدرة الجيش العربي على اقتحام الحصن واستغلال انتصاراته الحربية استغلالا تاما؟ ثم إذا انتقلنا إلى الإسكندرية، وجدنا أيضا نفس هذا الاستعداد للتسامح على الرغم من صمود المدينة أربعة عشر شهرا، مما اضطر الزبير ومن معه أن يرفعوا احتجاجهم مرة أخرى؛ إذ كانوا يريدون تطبيق مبادئ الشريعة الخاصة بالشعوب المهزومة.
وكان الزبير على حق
21
Bog aan la aqoon