Aqbat Wa Muslimun
أقباط ومسلمون: منذ الفتح العربي إلى عام ١٩٢٢م
Noocyada
ويضيف «رينودو» على ما تقدم أن جنود القاهرة، وهم في طريقهم إلى دمياط، نهبوا كنائس اليعاقبة والملكيين التي صادفتهم، وأصدر السلطان أمرا بهدم كنيسة القديس مرقس بالإسكندرية، بدعوى أنها تتحكم في الميناء، وأنه إذا ما استولى عليها الفرنج استطاعوا أن ينصبوا فيها آلات الحرب ويسيطروا على الخليج، وحاول النصارى عبثا دفع ألفي دينار لإنقاذ الكنيسة ولكنها خربت عن آخرها.
ويبدو أن الاضطهاد كان عنيفا؛ إذ يقول المؤرخ «كولبو»
Coulbeaux
في كتابه «تاريخ الحبشة»:
29
إن النجاشي «لابيليلا»
Labilela
صرح عام 1218 بدخول عشرة آلاف قبطي فروا من أعمال المسلمين الانتقامية، إلا أن ليس هناك ما كان يبرر هذا الاضطهاد بدليل أنه لا يوجد مستند عربي واحد يتكلم عن مساعدة النصارى للصليبيين، ولكن كان ظهور الصليبيين كافيا وحده لإثارة الشك في قلوب المسلمين، وهذا حدث أيضا في جميع البلدان التي ظهر فيها الصليبيون.
وقد أظهر الملك الكامل الذي خلف والده العادل عطفا على النصارى إلى درجة أن الرواية الفرانسيسكانية تدعي أنه أمضى بقية حياته في دير «وهو ما نستبعده»، ويبدو أن تهديد التتار الزاحفين من الشرق قد أثر في سياسته نحو الصليبيين، وتقول إحدى الوثائق المسيحية: إنه منع سب المسيحيين بالكلمات وحتى بالإشارات،
30
Bog aan la aqoon