66

Aqawil Thiqat

أقاويل الثقات في تأويل الأسماء والصفات والآيات المحكمات والمشتبهات

Baare

شعيب الأرناؤوط

Daabacaha

مؤسسة الرسالة

Lambarka Daabacaadda

الأولى

Sanadka Daabacaadda

١٤٠٦

Goobta Daabacaadda

بيروت

وَحَاصِله أَن البارئ عِنْدهم هُوَ مَجْمُوع مَا ظهر وَمَا بطن وَأَنه لَا شَيْء خلاف ذَلِك هَكَذَا مَوْجُود فِي كتبهمْ وَمن شكّ فِي ذَلِك فَلْيُرَاجِعهَا وَقد أَشرت إِلَى شَيْء من ذَلِك فِي كتابي الْأَدِلَّة الوفية بتصويب قَول الْفُقَهَاء والصوفية وَفِي كتابي سلوك الطَّرِيقَة فِي الْجمع بَين كَلَام أهل الشَّرِيعَة والحقيقة قَالَ شيخ الْإِسْلَام ابْن تَيْمِية فِي أثْنَاء كَلَام طَوِيل وَهَؤُلَاء الْقَوْم الَّذين تكلمُوا فِي هَذَا الْأَمر لم يعرف لَهُم خبر وَلَا سَابِقَة إِلَّا من حِين ظَهرت دولة التتار قَالَ وَأما الْحُلُول وَهُوَ أَن الله تَعَالَى بِذَاتِهِ حَال فِي كل شَيْء فَهَذَا يحكيه أهل السّنة وَالسَّلَف عَن قدماء الْجَهْمِية وَكَانُوا يكفرونهم بذلك وَأطَال الْكَلَام على ذَلِك ابْن تَيْمِية رَحمَه الله تَعَالَى نصيحة اعْلَم وفقك الله أَنه لَيْسَ للمرء أسلم فِي دينه من ترك الْخَوْض فِي مثل هَذَا والإعراض عَن الْخَوْض فِي علم الْكَلَام المذموم واقتفاء طَريقَة السّلف فَإِنَّهُم لم يخوضوا فِي شَيْء من هَذَا وَلم يبحثوا عَنهُ معتقدين أَن لنا رَبًّا مَوْجُودا ﴿لَيْسَ كمثله شَيْء وَهُوَ السَّمِيع الْبَصِير﴾ أَفلا يسعنا مَا وسعهم من السُّكُوت وَالتَّسْلِيم وَمن طلب الْوُقُوف على حَقِيقَة البارئ سُبْحَانَهُ فقد طلب الْمحَال قَالَ الطوفي وَقد اعْترف أَكثر أَئِمَّة أهل الْكَلَام والفلسفة من

1 / 110