28

Approach to Da'wah in Light of Contemporary Reality

منهج الدعوة في ضوء الواقع المعاصر

Daabacaha

جائزة نايف بن عبد العزيز آل سعود العالمية للسنة النبوية والدراسات الإسلامية المعاصرة

Lambarka Daabacaadda

الأولى

Sanadka Daabacaadda

١٤٢٦ هـ - ٢٠٠٥ م

Noocyada

الفروع (١) لا الأصول، والانطلاق من العاطفة والحماسة. لا من الثوابت وبُعد النظر، والتعلق بالحزبية والرجال، لا بالحق والإسلام. إن فقدان الثوابت والتأصيل لدى جماهير المسلمين جعلهم يباعون ويشترون بأبخس الأثمان، ويجرون وراء كل ناعق. إن غياب هذا المَعْلَم، يربك الداعية في المواقف الحرجةِ، ويجعله مضطربًا، لا يحسن تصرفًا ولا يجيد رأيًا، ويجعلهُ لا يثبت في محنة؛ كريشة في مهب الريح، كحال البيت إذا هبت عليه عاصفة وقد بني بلا أسس. وإن إعادة تربية الناشئة على التأصيل، وبخاصةٍ في مقام الدعوة، يقي كثيرًا من الانحرافات والانتكاسات، ويضمنُ كثيرًا من السدادِ والتوفيق. إن التأصيل يَهَبُ للداعية توفيقًا في الدعوة، وحسنَ تصرفٍ في المواقف الحرجة، وثباتًا - على الحق- في مواجهة الفتن.

(١) ولا يعني هذا؛ التقليل من شأن الفروع فالكل من الدين، والكل مهم، وقد أمرنا الله بالدخول في الدين كافة، فقال: ﴿يَأَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السّلْمِ كَآفّةً ..﴾ الآية. [البقرة: ٢٠٨]، ولكن المقصود ما يفعله بعض الدعاة من التركيز على بعض الفروع، كأنه الدين كله أو أصل من أصوله .. غافلًا عن الأولويات، ومتجافيًا عن المهمات.

1 / 30