141

Approach to Da'wah in Light of Contemporary Reality

منهج الدعوة في ضوء الواقع المعاصر

Daabacaha

جائزة نايف بن عبد العزيز آل سعود العالمية للسنة النبوية والدراسات الإسلامية المعاصرة

Lambarka Daabacaadda

الأولى

Sanadka Daabacaadda

١٤٢٦ هـ - ٢٠٠٥ م

Noocyada

فقال ﵊: «يأبى الله والمؤمنون إلا أبا بكر». (١)
ولما رأى رسول الله ﷺ الزحام على تقبيل الحجر قال لعمر: «يا عمر، إنك رجل قوي، لا تزاحم على الحجر فتؤذي الضعيف، إن وجدت خلوة فاستلمه، وإلا فاستقبله، فهلل وكبر». (٢)
وفي الوقت الذي أمر فيه زيد بن ثابت أن يتعلم السريانية (٣)، لم يستطع بنفسه ﵊ أن يُعَلِّم أحد الصحابة الفاتحة، فأمره أن يقول بدلها: «سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله». (٤)
فأي مراعاة لأحوال المدعوين بعد هذا ..؟ ! رجل يُؤمر بتعلم لغة غير لغته، وذلك لِما رأى رسول الله ﷺ من حفظه وفطنته، ورجل يأمره بالتسبيح بدل الفاتحة، لِمَا رأى من ضعف ذاكرته .. إنها مراعاة لطباع المدعوين الشخصية، التي فقدها بعض الدعاة والمربين.
وهكذا ينبغي على الداعية أن يكون فطنًا لطبيعة المدعو، مدركًا لما ينفعه في تلك الصفة التي يتصف بها، فيؤخر النصيحة، ويرجيء الأمر، ويعجل البيان، ويمسك عن الجواب، كل ذلك وما

(١) رواه البخاري (٥٦٦٦، ٧٢١٧)، ومسلم (٢٣٨٧) واللفظ له.
(٢) رواه أحمد (١/ ٢٨)، واللفظ له، والبيهقي في السنن الكبرى (٥/ ٨٠).
(٣) رواه أحمد (٥/ ١٨٢)، والطبراني في الكبير (٥/ ١٥٥، ١٥٦)، والحاكم (٣/ ٤٢٢) وقال: صحيح إن كان ثابت بن عبيد سمعه من زيد بن ثابت ولم يخرجاه.
(٤) رواه أحمد (٤/ ٣٥٣)، وأبو داود (٨٣٢)، والنسائي (٢/ ١٤٣)، والحاكم (١/ ٢٤١) وصححه ووافقه الذهبي.

1 / 143