والإسلام، وأسس الدين وأصوله العامة، كالاتباع والابتداع، ومعنى العبادة وأنواعها، وأحكامها وجوبًا ونفلًا .. ومعرفة الأحكام الخمسة وتعريفها ..: الواجب، والمندوب، والحرام، والمكروه، والمباح، وما شابه ذلك.
وإذا تعين على المسلم بيانُ أمر، أو النصحُ به، أو الأمر به، أو النهيُ عنه، وكان يعلمه علمًا صحيحًا، وجب عليه أداء الأمانة على قدر ما علم، ولا يشترط في الداعية أن يكون عالمًا مطلقا، ولاأن يعلم تفصيل ما سبق.
الصفة الثالثة للداعية: الصبر والحلم:
إذا كان العلم شرط الداعية إلى الله، وسببًا في سداده، فإن الصبر عتاده وسلاحهُ، ولا قتالَ بلا سلاح، ولا مواجهة بلا عتاد.
وإذا كانت البصيرة واجبة على الداعية، وهي نوره في دعوته، فإن الحلم وقوده وزاده .. ولا سير بلا وقود، ولا حركة بلا زاد.
ومن قاتل بغير سلاح فشل .. ومن سار بغير وقود انقطع ..
لأجل هذا كان من أوائل ما نزل على رسول الله ﷺ، الأمر بالصبر مقرونًا بالدعوة إلى الله ﴿يَأَيّهَا الْمُدّثّرُ* قُمْ فَأَنذِرْ* وَرَبّكَ فَكَبّرْ* وَثِيَابَكَ فَطَهّرْ* وَالرّجْزَ فَاهْجُرْ* وَلا تَمْنُن تَسْتَكْثِرُ* وَلِرَبّكَ فَاصْبِرْ﴾. [المدثر: ١ - ٧]
وقال ﷺ: «وما أعطي أحد عطاء خيرًا وأوسع من الصبر» (١).
(١) البخاري (١٤٦٩، ٦٤٧٠)، ومسلم (١٠٥٣).