أحدها: ما لا يعرف تأويله إلا من الكتاب أو السنة، وما يلحق بها نحو كلام علي عليه السلام؛ لأنه حجة، ويدل على هذا ما مر من وصف القرآن بأنه هدى وبيان، وقوله تعالى: {لتبين للناس ما أنزل إليهم } [النحل: 44]، وقوله صلى الله عليه وآله وسلم في علي عليه السلام: ((أنت تبين للناس ما اختلفوا فيه من بعدي )) أو كما قال.
الثاني: ما يعرف بالرجوع إلى لغة العرب، وعليه قوله تعالى: {قرآنا عربيا }[الزخرف: 3] ورجوع السلف في تفسيره إليها، ومن ذلك جواب ابن عباس على ابن الأزرق وهو مروي في الإتقان للسيوطي، وفي البحر المحيط لأبي حيان، عن ابن عباس أن رجلا سأل النبي صلى الله عليه وآله وسلم أي علم القرآن أفضل؟ فقال صلى الله عليه وآله وسلم : (( عربيته فالتمسوها في الشعر )).
الثالث: ما يعرف بالرجوع إلى القواعد النحوية والأصولية، مع دقة النظر وإعمال الفكر، وهذا في حق من يريد استنباط الأحكام، والمسائل الكلامية المتعلقة بالعقائد منه.
الرابع: ما لا يحتاج في تفسيره إلى غير تلاوته، وقد دل على هذا كله، وصفه بأنه هدى وبيان لكل شيء.
فإن قيل: في الجامع الكافي عن الحسن بن يحيى عليه السلام، أنه قال: (إنما التأويل هو الذي نزل به جبريل على محمد صلى الله عليه وآله وسلم ، وأعلمه إياه من رب العالمين ليس يوصل إلى ذلك إلا بالأخبار المشهورة المتسقة، من غير تواطؤ، أو بنقل صادق عن صادق، وهذا يدل على أنه لا يجوز تأويله إلا بما ثبت عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ).
Bogga 2