اكان يقول : ما نكس الرموس إلا اتباع شهوات النهوس اوكان يقول : إذا قنع المريد بتعظم أهل الغفلات له ، حرم الوصول الى مقام أهل الاختصاص وكان يقول : من كان للخلق مرض فهو لربه آرضى ، ومن كان اعلى اخوانه يتعالى فلا يقال له تعالى وكان يقول : المريد الصادق لا يزور ولا يزار ، وربه امرى ايزار ، حمسله الزائر الاوزار ، فالحاذق يفتش نفسه عند قدوم كل زائر ومن شأنه أن لا يتصدر قط لإزالة منكر فى حارته مثلا ، قإن ذلك امن اكبر القواطع عليه إلا بعد تعلثم(1) السياسة التامة ، والنية الصالحة وتعين ذلك عليه وقد بلغنا أن جماعة من الشباب : كانوا يعبدون الله تعالى ، ويأكلون من عمل يدهم ، فكان إبليس كلما آراد أن يقترب من أحدهم كاد أن يحترق ، فبينما هم يوما فى مجلس الذكر ، إذ حرش جماع امن العياق(2) كانوا بالقرب من هؤلاء الذاكرين ، فوقعوا فى ضرب بعضهم بعضا بالعصى حتى جرت منهم الدماء ، وكان قصده أن هؤلا الذاكرين يقولون فى أنفسهم : إن تخليصنا هؤلاء آفضل مما نحن فيه الانه خير متعدى النفع فتركوا مجلس الذكر ، وجاءوا يخلصون بينهم فوقع العياق فيهم بالضرب فاشتغلوا بهم عن الذكر وعن غيره ففرح بذلك ابليس ، وكان جلة قصده إبطال مجلس الذكر لا غير ، فلا يليق التصدر الازالة المنكرات ، إلا الأشياخ الذين لهم حال يحميهم من أهل المنكر ومن وبليس (1) تشير إلى ذلك الآية الكريمة " ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة " .
(2) جمع عايق والمراد " جماعة من الفتوات" .
Bog aan la aqoon