Anwaarul Nabiga
أنوار النبي(ص) أسرارها و أنواعها
Noocyada
وهو محتمل لأن يريد به الصورة الإلهية أو المحمدية أو هما معا وفي «الطبقات الشعرانية» في ترجمة أبي المواهب الشاذلي أنه كان يقول: كان سجود الملائكة لآدم (عليه السلام) إشارة لتواضع الصغير للكبير، وإظهارا للكرامة بظهور صورته بسمة محمد (صلى الله عليه وسلم)، وذلك أن رأس آدم ميم، ويديه حاء، وسرته ميم، ورجليه دال، وكذا كان يكتب في الخط القدي، م انظر تمامه.
وذكر آخرون أنه إنما كان من أجل ما كان في جبهته وجبينه من نور سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم)، ويرحم الله القائل:
يا بني الزهراء لا لاقيتم
أبد الآباد سوء من أحد
سركم لاح بمعنى آدم
فلذا كل إليه قد سجد
وفي «الفتوحات المكية» في الباب العاشر بعد ما ذكر فيها أنه ثبت له (صلى الله عليه وسلم) السيادة والشرف على أبناء جنسه من البشر، وأن الذين تقدموا على زمن ظهوره كانوا في العالم نوابه من آدم إلى آخر الرسل، وهو عيسى (عليه السلام) لو كان موجودا بجسمه من لدن آدم إلى زمن وجوده لكان جميع بني آدم تحت حكم شريعته إلى يوم القيامة حسا، وإنه الملك والسيد على جميع بني آدم، وإن جميع من تقدمه كان ملكا له وتبعا، والحاكمون فيه نواب عنه، وإن هذا إذا كان الملك عبارة عن الأناسي خاصة، فإن نظرنا إلى سيادته (صلى الله عليه وسلم) على جميع ما سوى الحق كان ملكه وسيادته على جميع الخلق ما نصه:
فالإنسان آخر موجود من أجناس العالم، فإنه ما ثم إلا ستة أجناس، وكل جنس تحته أنواع، وتحت الأنواع أنواع، فالجنس الأول: الملك، والثاني: الجان، والثالث: المعدن، والرابع: النبات، والخامس: الحيوان، ولما انتهى الملك وتمهد واستوى كان الجنس السادس:
جنس الإنسان، وهو الخليفة على هذه المملكة، وإنما وجد أخيرا ليكون إماما بالفعل حقيقة لا بالصلاحية والقوة، فعند ما أوجد عينه لم يوجده إلا واليا سلطانا ملحوظا ثم جعل له نوابا حين تأخرت نشأة جسده، فأول نائب كان له وخليفة آدم (عليه السلام) ثم ولده واتصل النسل، وعين في كل زمان خلفاء إلى أن وصل زمن نشأة الجسم الطاهر المحمدي (صلى الله عليه وسلم)، فظهر مثل الشمس الباهرة، فاندرج كل نور في نوره الساطع، وغاب كل حكم في
Bogga 148