Anwaarul Nabiga
أنوار النبي(ص) أسرارها و أنواعها
Noocyada
النور الرابع وهو نور النبوة:
فهو ما له ظهر من الآيات، وما تحدى به من المعجزات، ثم ما أدرك من النوع الأكمل. هذا كشف له به عن مقام النبوءة، وأظهر الله به قدره ومكانه.
* قلت: قال ابن دحية: النبي: يهمز ولا يهمز، فالنبي بلا همزة معناه: الرفيع الشأن، العالي الأمر، أخذ من النباوة: وهي ما ارتفع من الأرض، ومن جعله من النبإ بهمزة؛ لأنه ينبئ عن الله تعالى، أي: يخبر، فهو منبئ، أو لأنه تنبأ هو بالوحي، وقد همزه نافع في جميع القرآن، وقال العباس بن مرداس السلمي:
يا خاتم النباء إنك مرسل
بالحق كل هدى السبيل هداكا
إن الإله بنى عليك محبة
من خلقه ومحمدا سماكا
وهذا البيت، والاشتقاق، وقراءة أهل المدينة تثبت فيه الهمزة، وترك همزة على التخفيف، فمن جعل التخفيف فيه لازما، وهو قراءة الأكثرين قال: في جمعه، أنبياء، مثل تقي وأتقياء، ووصي وأوصياء.
قال النحوي، العالم أبو جعفر أحمد بن محمد بن إسماعيل في كتاب: «الاشتقاق» له:
وسمعت علي بن سليمان يقول: الأولى في العربية في «نبي» ترك الهمز، ويدل على ذلك القرآن، وذلك قوله عز وجل: ذلك بأنهم كانوا يكفرون بآيات الله ويقتلون الأنبياء بغير حق [آل عمران: 112]، فهذا جمع غير مهموز، كما يقال: صفي وأصفياء، ولو كان مهموزا لقلت في جمعها: نباء، كما تقول: كرماء في جمع كريم.
ولم يأت القرآن الكريم بنبإ، وإنما جاء في شعر عباس بن مرداس .
وقيل: النبي «الطريق» سمي بذلك لأنه «الطريق» إلى الله، وسمي رسل الله أنبياء لأنهم «الطرق» إلى الله، إلا أن كل رسول نبي، وليس كل نبي رسولاP لأن الرسول هو المرسل للأمة من قبل الله عز وجل، داعيا إليه، وصادعا بالدلالة عليه، ومرشدا إلى كليات المصالح العامة التي يستقيم بها نظام الدنيا، وينال الفوز الأكبر في العقبى، ناسخا بشرعته لشرعة
Bogga 135