209

Anwaarul Nabiga

أنوار النبي(ص) أسرارها و أنواعها

Noocyada

إلا الرجل الذي تصفى: أي صار صافيا من كدورات الأشباح الكثيفة؛ لأنه لا يرى النور إلا بالنور، ولا اللطيف إلا باللطيف؛ إذا الكثيف ظلمة، والظلمة عدم، والعدم غير مدرك، ومع هذا لا يرى النور المحض ما لم يمتزج بظلمة ما، كما أن الظلمة لا تدرك إلا بالنور فافهم.

فبتأمل هذا كله ونظره بعين الاعتبار والاستبصار فيه بشيء ما من الاستبصار تفهم من فحواه أنه (عليه السلام) النقطة التي عليها المدار، والفائز من ربه تعالى بما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على سر من الأسرار، وتعلم أنه المحبوب من الأزل، والمخصوص بالخلافة العظمى فيما لم يزل، فضلا منه تعالى عليه، ومنة سابقة من جنابه لديه.

بل قلت: إنه (صلى الله عليه وسلم) مقامه أعلى من مقام ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر.

حيث هو كما أخبر عن نفسه الشريفة المقدسة: «لا يعرف قدري غير ربي»، والجنة ما خلقت إلا من نوره، فهو النور المحض (صلى الله عليه وسلم).

خاتمة الشرح:

تم الشرح بفضل الله وعونه، على يد الفقير إلى ربه: أبو الحسن أحمد فريد المزيدي الشافعي الأكبري القادري المصطفوي، بداره الحقيقة المحمدية لتراث السادة الصوفية.

Bogga 276