176

Anwaarul Nabiga

أنوار النبي(ص) أسرارها و أنواعها

Noocyada

ومن تعليقاته جوابه عن مقالة الأستاذ محمد البكري أن النبي (صلى الله عليه وسلم) كان يعلم جميع علم الله تعالى، وقد سئل عنها في مجلس درس فأجاب بأن مقالة الشيخ هذه صحيحة، ولا إنكار عليه فيها؛ إذ يجوز أن الله تعالى يفهمه علمه ويطلعه عليه، ولا يلزم من ذلك أن يدرك سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم) مقام الربوبية؛ إذ العلم المذكور ثابت لله تعالى، واصطفى بتعليم الله تعالى إياه، وإلى مثل ذلك أشار البوصيري بقوله (1):

فإن من جودك الدنيا وضرتها

ومن علومك علم اللوح والقلم

وفي الحديث: «قال لي ربي ليلة الإسراء: فيم يختصم الملأ الأعلى يا محمد؟ قلت: لا أدري فوضع يده بين كتفي فوجدت بردها في ثديي، فعلمت علم الأولين والآخرين، ثم قال: فيم يختصم الملأ الأعلى؟ فقلت: في الوضوء على المكاره ... (2)» إلى آخر الحديث، انتهى منها بلفظها.

وفي شرح صلاة أبي الفتيان سيدي أحمد البدوي للعارف بالله تعالى سيدي عبد الرحمن العيدروس لدى قوله فيها: وخزائن العلوم الاصطفائية بعد كلام له ما نصه: لطيفة:

وقفت بعد كتابتي هذه التعليقة في كلام أبيض الوجه البكري تحت قوله (صلى الله عليه وسلم)، فتجلى لي كل شيء وعرفته ما حاصله أنه يمكن أن يكون ذلك التجلي ما هو الآن واقع بل وقع، ثم ألقى الله سبحانه عليه أستار العزة الإلهية، وأذهب بقاء ذلك منتقشا بصورته في لوح القوة الذاكرة النبوية أمامه لنواميس الربوبية، وإرجاعا إلى منازل العبودية، فيكون الكشف الأول لتكرمته (صلى الله عليه وسلم)، والحجب بعد ذلك لما قررناه الآن، على أنما أشرنا لعدم بقائه في الذاكرة فقط انتهى الغرض منه.

وقد ذاكرني بعض الأصحاب في أنه يلزم أن يساوي علمه (صلى الله عليه وسلم) علم الله تعالى إذا قلنا:

إنه يعلم كل شيء. فأجبته بأنه لا يلزم شيء من ذلك؛ لأن ذلك لله تعالى بالأصالة، وله (صلى الله عليه وسلم) بالتبعية، وكذا من علم شيئا وأحاط به، فإنه بإعلام الله تعالى وتحويطه، فأعجبه هذا الجواب انتهى منه بلفظه.

Bogga 243