Anwaarul Nabiga
أنوار النبي(ص) أسرارها و أنواعها
Noocyada
بتكفير من يقول أن الأنبياء والأولياء يعلمون ما كان أو يكون من قبل الله تعالى، وهؤلاء جماعة من الصحابة يقولون: إن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أعلمهم بما كان ويكون إلى يوم القيامة.
وهذا علي رضي الله عنه يقول كما تقدم: سلوني فو الله لا تسألوني عن شيء يكون إلى يوم القيامة إلا حدثتكم به، وهو واضع علم الجفر المحتوي على علم ما كان ويكون.
وهذا ابنه الحسن يقول فيه حين قتل: لقد فارقكم بالأمس رجل ما سبقه الأولون بعلم ولا أدركه الآخرون. أخرجه أحمد (1).
وهؤلاء جماعة من الأولياء الكبار أخبروا عن أنفسهم بأنهم يعلمون ما كان ويكون بإعلام الله، أفيقدر أحد على أن يسمهم بشيء فضلا عن أن يكفرهم، إلا إن كان والعياذ بالله تعالى ممكورا به ممن سبقت له من الله الشقاوة الكبرى والخزي الدائم، فالاستدلال بكلام علي الأجهوري هذا وبكلام أتباعه فيه ساقط.
ورد كلامه أيضا- أعني كلام التاجموعتي- الشيخ أبو علي اليوسي المذكور وكان معاصرا له- برسالة لطيفة، قال فيها:
ينبغي أن نعتقد تعظيم نبينا (صلى الله عليه وسلم) ونعتقد أنه أعطي العلم والنور وسائر مراتب الكمالات اللائقة به ما لم يعط أحد من العالمين؛ لأنه خير الخلق أجمعين.
ثم نكتفي بهذا وما أشبهه، ولا نطالب بالبحث من إحصاء ما علم، فإنه أمر لا تبلغه عقولنا، وليس مطلوبا منا، فالاشتغال به فضول من ثلاثة أوجه، ثم بينها، ومحصلها أن هذا أمر غير مطلوب منا، وإنا لا نبلغ إلى إحصائه ولو اجتهدنا، وأن الباحث فيه إما أن يقع في استنزال صفوة الله من خلقه عن مرتبته الرفيعة، أو في سوء الأدب مع الله تعالى في تشبيه خلقه به، ثم ذكر أن القائل بالتعميم في حقه (عليه السلام) إن أراد الحقيقي بحيث يكون علمه على حد علم الله تعالى، فلا فرق بينهما، فقد وقع في الورطة العظمى والشرك مع الله مخسرة، وما يوجد من حديث أو أثر من علمه (عليه السلام) كل شيء على الإجمال لا يفيد شيئا؛ لأن العمومات تقع حقيقية وإضافية بحسب صنف الوقوع.
Bogga 230