Anwaarul Nabiga
أنوار النبي(ص) أسرارها و أنواعها
Noocyada
وقال في جوابه له: إن النبي (صلى الله عليه وسلم) لم يفارق الدنيا حتى علم كل شيء.
ولما بلغ جوابه هذا لعلماء فاس وما هو في حكمها أنكروه، وبالغوا في التشنيع عليه حتى إن بعضهم نسب معتقده هذا إلى الكفر، فلما بلغه هذا الإنكار رد عليهم أبلغ رد في جواب له كتبه في هذه المسألة، وقال فيه: وإني لأفضي العجب من المنكرين لذلك مع ورود الأحاديث الصحيحة به.
ففي «كبير» الطبراني عن ابن عمر رضي الله عنهما عنه (صلى الله عليه وسلم) قال: «أوتيت مفاتيح كل شيء إلا الخمس (1)». وعن عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه مثله.
وقد تقرر أن الاستثناء معيار العموم، وعليه فعلمه (صلى الله عليه وسلم) محيط بكل شيء سوى الخمس، والخمس قد علمها (صلى الله عليه وسلم) بعد على ما عليه المحققون؛ إذ هو (صلى الله عليه وسلم) من لدن بعثه الله إلى أن قبضه في الترقيات والتجليات فبحسبها ورد: «ما المسئول عنها بأعلم من السائل».
«لا تفضلوا بين الأنبياء».
ثم ورد بعد أنه علم الخمس، وأنه سيد ولد آدم يوم القيامة ولا فخر، وما من نبي يومئذ آدم فمن سواه إلا تحت لوائه.
وقال الحافظ السيوطى: أوتي (صلى الله عليه وسلم) علم كل شيء إلا الخمس.
وقيل: إنه أوتيها أيضا وأمر بكتمها، والخلاف جار في الروح.
وإذا تقرر هذا علم أنه (صلى الله عليه وسلم) أحاط بكل شيء علما فضلا من الله تعالى فما يقال لفضل الله ذا فكم؟ وقال البوصيري:
دع ما ادعته النصارى في نبيهم
واحكم بما شئت مدحا فيه واحتكم (2)
Bogga 227