154

Anwaarul Nabiga

أنوار النبي(ص) أسرارها و أنواعها

Noocyada

علمها إلا وهي موجودة في علم الحق تعالى.

ثم قال: أما علمه (صلى الله عليه وسلم) بربه فإنه علم علم الأولين قبله: أي قبل اتصال روحه بجسمه الشريفين (صلى الله عليه وسلم)، والآخرين بعده من كل ما خلق الله تعالى، كما أخبر بذلك عن نفسه في حديث الضربة، وأما علمه (صلى الله عليه وسلم) بالعالم، وهو كل ما سوى الحق تعالى، فالعالم على ضربين:

ضرب وجدت أجناسه وأنواعه وبعض أشخاصه وأفراده ولأفراده نهاية، كالنوع الإنساني مثلا، فهذا الضرب يعلمه (صلى الله عليه وسلم) تفصيلا؛ لأنه (صلى الله عليه وسلم) علم جميع الأسماء المتوجهة على إيجاد العالم كلياتها وجزئياتها، وما من حقيقة كونية إلا وهي مرتبطة بحقيقة جزئية الإلهية، ومستندة إليها، لا بد من ذلك، وقد علم (صلى الله عليه وسلم) الأسماء فأحرى آثارها، فإن آدم (عليه السلام) الذي هو قطرة من بحره، وجزء من كله، علمه الله الأسماء كلها، فكيف به (صلى الله عليه وسلم)، والضرب الآخر من العالم، وجدت أجناسه وأنواعه وبعض أشخاصه، ولا نهاية لأفراده وأشخاصه، فهذا الضرب الذي لا تتناهى أفراده أبد الآبدين ودهر الداهرين، يعلمه (صلى الله عليه وسلم) غير متناه، فإنه أخبر أنه أوتي جوامع الكلم، وكلمات الله لا تنفد، بمعنى مقدوراته ومراداته، فقد أعطي (صلى الله عليه وسلم) ما لا يتناهى إجمالا، كما أعطى علم ما يتناهى تفصيلا خصوصية له (صلى الله عليه وسلم)، فإنه ما أعطي مخلوق علم جميع العالم أجناسه وأنواعه وأشخاصه ما يتناهى منه وما لا يتناهى غيره (صلى الله عليه وسلم) ثم قال: فأحاط (صلى الله عليه وسلم) علما بحقائق المعلومات المتناهية وغير المتناهية، وعلم أجناسها وأنواعها على التفصيل وبعض شخصياتها وجزئياتها كذلك، وعلم ما لا يتناهى من الأفراد والجزئيات على الإجمال، وهذه صفة إلهية لم تكن لغيره (صلى الله عليه وسلم).

النور الثاني والعشرون وهو النور الذي سميته نور المقايسة:

فهو كشف له أنه إذا جمع في الذهن جميع الأنبياء والرسل في تقديره لفضلهم ودليله أنه أعلم الخلق بالله، والدرجة التي هناك لا تقاس بما بعدها، وإن تعددت فإن المجموع لا يقوم منه ما يساوي، فإن الذوات لا تتحد- فاعلم.

وأيضا إذا قلنا أنه أفضل من إبراهيم فالمرتبة أو الدرجة التي يفضله بها أي شيء يقاس بها لا بد لها من تنظير تنظر معها.

Bogga 221