Anwaarul Nabiga
أنوار النبي(ص) أسرارها و أنواعها
Noocyada
وفسر الشيخ عبد الرحمن الجامي في «شرحه لفصوص الحكم» جوامع الكلم بأمهات الحقائق الإلهية، والكونية الجامعة بجزئياتها، قال كما هي يعني الحقائق مسميات آدم، وعليه فمسميات أسماء آدم هي الحقائق الإلهية، والحقائق الكونية الظاهرة في التعين الثاني، والمرتبة الثانية التي هي أعني الحقائق المذكورة ظلال وصور للشئون الذاتية التي هي اعتبارات الوحدة المندرجة فيها في التعين الأول والمرتبة الأولى، وأسماء آدم هي أسماء تلك الحقائق، وهي من الباري تعالى أسماء الصفات التي لها تعلق وارتباط بالكون، ومن المكونات أسماء كل مخلوق من العرش إلى ما تحت الأرض، وليس المراد بها خصوص الأسماء النازلة وهي التي تشعر بالمسمى في الجملة كما عليه المفسرون؛ لأنه لا يظهر بذلك كبير خصوصية لآدم (عليه السلام)، وإنما المراد بها الأسماء العالية كما ذكره الشيخ الأكبر ونقله «في الإبريز»، وفي «جواهر المعاني»، كل منها عن شيخه، وهي التي تشعر بأصل المسمى، ومن أي شيء هو، وبفائدته، ولأي شيء يصلح، وبكيفية ترتيبه ووضع شكله، وما يطرأ عليه من ابتدائه إلى انتهائه؛ لأنه ما من مخلوق في الكون إلا وله اسم على قدره في العظم، وبه قوامه إذا سمعه العارف يفهم منه المسمي بجميع أحواله، وسائر ما يتعلق به.
فكان سيدنا آدم (عليه السلام) يعلم من كل مخلوق من المخلوقات الناطقة والجامدة بمجرد سماع اسمه العالي، أو خطوره في ذهنه كل ما يتعلق به من هذه الأمور المذكورة، وهي علوم آدم (عليه السلام) التي أشار إليها ابن مشيش في قوله:
وتنزلت علوم آدم، وهي أيضا علوم أولاده من الأنبياء والأولياء الكمل كما ذكره في «الإبريز»، نقلا عن شيخه، وأراد بالأولياء الكمل الأفراد الجامعين، وهم الأقطاب الخلفاء، قال: وإنما خص آدم بالذكر؛ لأنه أول من علم هذه العلوم، ومن علمها من أولاده فإنما علمها بعده انتهى.
وعلى هذا فالكلية في قوله تعالى: وعلم آدم الأسماء كلها [البقرة: 31].
هي إحاطته بجميع متعلقات الكون حتى لا يشذ عليه منها شيء وإن شئت قلت: هي إحاطته بجميع الأسماء الكونية، وكذا الإلهية التي بها نظام الكون، ومما يشهد له قوله تعالى:
ثم عرضهم على الملائكة ؛ لأن المعروض عليهم إنما هو صور الكائنات ومسمياتها
Bogga 216