Anwaarul Nabiga
أنوار النبي(ص) أسرارها و أنواعها
Noocyada
على ظهره الحطب وهو طائع لأمره حتى وصل إلى دار أمه، فقرع عليها الباب، ففتحت له، وقالت له لما رأت ذلك: يا بني أما الآن فقد صلحت لخدمة الملوك، اذهب فقد وهبتك لله تعالى. فودعها، وذهب.
وروي أن الشيخ الكبير شاه بن شجاع الكرماني خرج للصيد وهو ملك كرمان، فأمعن في الطلب حتى وقع في برية مقفرة وحده فإذا هو بشاب راكب على سبع وحوله سباع، فلما رأته ابتدرت نحوه، فزجرها الشاب عنه، وخرجت عجوز بيدها شربة ماء فناولتها الشاب فشرب ودفع باقيه إلى شاه، فشرب وقال: ما شربت شيئا ألذ منه ولا أعذب، ثم غابت العجوز، فقال الشاب: هذه الدنيا وكلها الله تعالى إلى خدمتي، فما احتجت إلى شيء إلا أحضرته إلي حين يخطر ببالي، أما بلغك أن الله تعالى لما خلق الدنيا قال لها: يا دنيا من خدمني فاخدميه، ومن خدمك فاستخدميه، ووعظه وعظا حسنا فكان ذلك سبب توبته وخروجه من الملك ودخوله في طريق القوم حتى كان من أمره ما كان.
وروي أن جماعة من أهل العلم قصدوا زيارة بعض الشيوخ فلما أتوه وجدوه يلحن في قرآنه في الصلاة فتغير اعتقادهم فيه، فلما ناموا تلك الليلة أجنبوا كلهم فخرجوا ليغتسلوا في بركة ماء، فوضعوا ثيابهم ودخلوا في الماء، فجاء الأسد وجلس على ثيابهم، فلم يقدروا يخرجون، فلاقوا شدة من شدة البرد، فجاء الشيخ وزجر الأسد، وقال له: لا تتعرض لضيفاتنا، فبصبص وذهب. ثم قال لهم الشيخ: أنتم اشتغلتم بإصلاح الظاهر، فخفتم الأسد، ونحن اشتغلنا بإصلاح الباطن فخافنا الأسد.
ومن المشهور أن السباع كانت تأتي إلى سهل بن عبد الله، فكان يدخلها بيتا ويضيفها ويطعمها اللحم، ثم يخليها، فكان الناس يسمون ذلك البيت بيت السباع.
قال الشيخ أبو ناصر السراج: ورأيت أهل تستر كلهم متفقون على هذا لا ينكرونه.
وكذلك الحكاية المشهورة عن الشيخ إبراهيم الخواص مع الأسد الذي جاء يعرج فوضع يده في حجره فرآها وارمة، فنعسها بعود، وأخرج منها قيحا، فذهب الأسد وجاءه بعد ساعة ومعه شبلان فبصبصا له وحملا إليه رغيفين، وذلك في البرية، وهذه الكرامة اشتملت على كرامات كثيرة:
Bogga 207