133

Anwaarul Nabiga

أنوار النبي(ص) أسرارها و أنواعها

Noocyada

قلت: بلى. قال: لج الباب يرحمك الله. فنظرت الباب بعينه، فولجت القصر، فنظرت النخلة، والمطهرة، والحال بعينه، والمنشفة مبلولة، فقلت: آمنت بالله.

فقال: يا سهل، من أطاع الله أطاعه كل شيء، يا سهل، اطلبه بحمده. فتغرغرت عيناي بالدموع، فمسحتهما وفتحتهما فلم أر الفتى ولا القصر، فبقيت متحسرا على ما فاتني منه، ثم أخذت في العبادة.

وهذه الحكاية عجيبة لا يكاد يؤمن بها كثير من الناس، ولها احتمالات:

منها: أنه يحتمل أنه نقل من مكانه لما أغمي عليه إلى حيثما شاء الله تعالى من غير شعور منه، ثم أعيد كذلك إلى مكانه لطفا من الله تعالى وكرامة لأوليائه، والله على كل شيء قدير.

وعن الشيخ مفرج الدماميلي: أنه رآه بعض أصحابه بعرفة، ورآه آخر من أصحابه في مكانه لم يفارقه في جميع ذلك اليوم، فذكر كل واحد منهما ذلك لصاحبه ثم تنازعا، وحلف كل واحد منهما بالطلاق من زوجته أنه كما ذكر، فاختصما إلى الشيخ، وذكر كل واحد منهما يمينه، فأقرهما الشيخ على حالهما، وأبقى كل واحد منهما على الزوجية.

قال الشيخ صفي الدين بن أبي المنصور: فسألت الشيخ مفرجا عن حكمه في هذه القضية بعدم حنث الاثنين مع كون صدق أحدهما يوجب حنث الآخر، وكان معنا في وقت سؤالي جماعة فيهم رجال معتبرون لهم معرفة بالعلم.

فقال لنا الشيخ: قولوا: يعني تكلموا في هذه المسألة، وكان ذلك إذنا منه بأن نتحدث في سر هذا الحكم، فتحدث كل منهم بوجه غير كاف، وكانت المسألة قد اتضحت لي، فأشار إلي الشيخ بإيضاحها، فقلت: الولي إذا تحقق في ولايته ومكن من التصور في روحانيته يعطى من القدرة في التصور في صورة عديدة في وقت واحد فى جهات متعددة على حكم إرادته، فالصورة التي ظهرت لمن رآها بعرفة حق، والصورة التي رآها الآخر في مكانه في ذلك الوقت حق، وكل واحد منهما صادق في يمينه. فقال الشيخ مفرج: هذا هو الصحيح، فإن قيل كيف يتصور تعداد الصور من شخص واحد؟ قلت: إن ذلك قد وقع، وشوهد ولا يمكن جحوده، وإن تحير فيه العقل.

Bogga 200