وقال مالك (3) بن دينار: خرجت إلى مكة، فبينا أنا أسير إذا أنا بشاب وهو ساكت لا يذكر الله فيما يرى، حتى إذا جنه الليل رفع رأسه إلى السماء، وهو يقول : يا من تسره الطاعة، ولا تضره المعصية، [ 2.2 ب ] هب لي / ما يسرك واغفر لي ما لا يضرك، قال: ثم رأيته بذي الحليفة وقد لبس إحرامه، والناس يلبون وهو لا يلبي، فقلت: جاهل، فدنوت منه فقلت: يا فتى؟ فقال: لبيك، قلت: لم لا تلبي؟ فقال لي: يا ***
شيخ أخاف أن أقول لبيك، فيقول: لا لبيك ولا سعديك، لا أسمع كلامك ولا أنظر إليك، فقلت له: لا يفعل فإنه كريم، إذا غضب رضي، وإذا رضي لم يغضب، وإذا وعد وفى، وإذا أوعد عفا. فقال لي: يا شيخ أتشير علي بالتلبية؟ فقلت: نعم. فبادر إلى الأرض واضطجع، وجعل خده على الأرض، وأخذ حجرا فجعله على خده الآخر، وأسبل دموعه، وأقبل يقول: لبيك اللهم لبيك، قد خضعت إليك، وهذا مصرعي بين يديك، فأقام كذلك ساعة، ثم قام ومضى.
وحج بعض شعراء السلف ولبى فقال:
Bogga 39