وينبغي أن يأخذ نفسه بالرحمة، ولا يؤذي الناس بالزحمة، لا ***
سيما في ضيق الطريق وموارد الماء، ولا يكسر قلوب الفقراء، ولا ينهر في وجوه الضعفاء، وليبر بهم ولو بالقليل، أو يصرفهم بالرد الجميل، وليحذر من تحميل الدابة فوق طاقتها أو إجاعتها، فليس ذلك جزاء إطاعتها؛ ولأن الدواب مراكيب الأحباب إلى ذلك الجناب. وقد قيل في هذا الباب:
وإن جمالا قد علاها جمالكم /...وإن قطعت أكبادنا بحبائب
وخليق بمن كان سببا في التبليغ إلى محل التأميل، أن يلاحظ بعين التبجيل، كما يشير إليه قوله سبحانه: {وتحمل أثقالكم إلى بلد لم تكونوا بالغيه إلا بشق الأنفس} (1)، وقد فسر البلد بالبلد الأنفس، ولله در القائل:
وإذا المطى بنا بلغن محمدا / فظهورهن عن الرحال حرام
قربننا من خير من وطئ الثرى / فلها علينا حرمة وذمام
وقال: قال عليه الصلاة والسلام للمرأة التي نذرت أن تنحر الناقة التي سلمها الله عليها: (بئس ما جزيتيها)(2).
Bogga 31