Ansab al-asraf

Baladuri d. 279 AH
142

Ansab al-asraf

أنساب الأشراف

Baare

سهيل زكار ورياض الزركلي

Daabacaha

دار الفكر

Lambarka Daabacaadda

الأولى

Sanadka Daabacaadda

١٤١٧ هـ - ١٩٩٦ م

Goobta Daabacaadda

بيروت

كانَ عِقابِ [١]» . وأخذ النضر عظما نخرا، فسحقه ونفخه، وقال: من يحيي هذا يا محمد؟ فنزلت فِيهِ: «وَضَرَبَ لَنا مَثَلًا وَنَسِيَ خَلْقَهُ قالَ مَنْ يُحْيِ الْعِظامَ وَهِيَ رَمِيمٌ؟» [٢] وما بعد ذلك. ويقال: إن أبي بن خلف صاحب العظم. ٢٩٩- قالوا: فلما كان يوم بدر، أسر المقداد بن عمرو- وهو الذي ينسب إلى ربيبه الأسود بن عبد يغوث الزهري- النضر بن الحارث، وجاء بِهِ إِلَى رَسُولِ اللَّه ﷺ. فأمر عليا ﵇ بضرب عنقه. فقال المقداد: أسيرى يَا رَسُولَ اللَّه؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّه ﷺ: [إنه كان يقول في كتاب اللَّه وفي رسوله ما يقول. ثم قال: اللهم أغن المقداد من فضلك] . ٣٠٠- وقال النضر، وقد جيئ به أسيرا، لرجل إلى جنبه: «محمد واللَّه قاتلى. لقد نظر إليّ بعينين فيهما الموت.» وقال لمصعب بن عمير: «يا مصعب أنت أقرب من ههنا إلي وأمسهم رحما بي. فكلم صاحبك في أن يجعلني كرجل من أصحابي» . فقال له: إنك كنت تقول كذا وتفعل كذا. فقال: يا مصعب، ليس هذا الحين عتاب، فسله أن يجعلني/ ٦٥/ كرجل من أصحابى، فلو أسرتك قريش لدافعت عنك. فقال مصعب: «أنت صادق، ولست مثلك. إن الإسلام قد قطع العهود بيننا وبينكم» . ٣٠١- حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّه بْنِ مُعَاذٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ: أَسَرَ الْمِقْدَادُ يَوْمَ بَدْرٍ النَّضْرَ بْنَ الْحَارِثِ. فَلَمَّا أَرَادَ رَسُولُ اللَّه ﷺ قَتْلَهُ، قَالَ لَهُ الْمِقْدَادُ: يَا رَسُولَ اللَّه، أَسِيرِي؟ [فَقَالَ رَسُولُ اللَّه ﷺ: إنه كان يقول في اللَّه وَرَسُولِهِ مَا يَقُولُ، وَقَرَأَ: «وَإِذا تُتْلى عَلَيْهِمْ آياتُنا قالُوا قَدْ سَمِعْنا» الآية [٣] . ثم قتله صبرا. وقال:

[١] القرآن، الرعد (١٣/ ٣١- ٣٢) . [٢] القرآن، يس (٣٦/ ٧٨) . [٣] القرآن، الأنفال (٨/ ٣١) .

1 / 143