93

Anmudhaj Jalil

أنموذج جليل في أسئلة وأجوبة عن غرائب آي التنزيل

Baare

د. عبد الرحمن بن إبراهيم المطرودى

Daabacaha

دار عالم الكتب المملكة العربية السعودية

Lambarka Daabacaadda

الأولى،١٤١٣ هـ

Sanadka Daabacaadda

١٩٩١ م

Goobta Daabacaadda

الرياض

فإن قيل: كلام الله تعالى صفة قديمة (قائمة) بذاته وعيسى ﵊ مخلوق حادث، فكيف صح إطلاق الكلمة عليه في قوله تعالى: (رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ) ؟ قلنا: معناه أن وجوده في بطن أمه كان بكلمة الله تعالى، وهى قوله: (كن) من غير واسطة، بخلاف غيره من البشر، وقيل المراد بالكلمة الحجة. * * * فإن قيل: على الوجه الأول لو كان صحة إطلاق الكلمة على عسيى ﵊ لهذا المعنى يصح إطلاقها على آدم ﵊، لأن هذا المعنى فيه أتم وأكمل، لأنه وجد بهذه الكلمة من غير واسطة أب ولا أم أيضًا؟ قلنا: لا نسلم أنه لا يصح إطلاقها عليه بهذا المعنى بل يصح. * * * فإن قيل: لو صح إطلاقها عليه لجاء به القرآن كما جاء في حق عيسى ﵊؟ قلنا: إنما جاء به، لأن المجيء به في حق عيسى ﵊ إنما كان للرد على من افترى عليه، وعلى أمه ونسبه إلى أب، ولم يوجد هذا المعنى في حق آدم عليه الصلاة والسلإم، لاتفاق الناس كلهم على أنه غير مضاف إلى أب ولا إلى أم.

1 / 92