لعل في سواد الناس روحا أجهلها تفهم روحي وتتجاوب معي
Aurait compris mon âme, et m’avait répondu.
ونحن نرحب بهذا الديوان الصغير العزيز لا باعتباره ذكرى من ذكريات حب الشاعر التالد، بل باعتباره نفحة من نفحات تورثه الفتية، وآية من آيات التجديد في أغراض الشعر ومعانيه وأسلوبه. ورجعة خاطفة إلى الديوان ترينا الشاعر قد احتفل بذكر الحب في كثير من القصائد، ونجد الروح الوطني ينعكس علينا من مرآة الماضي. فها هو الشاعر يرسل تحية بارعة إلى سجين القلم محمد بك فريد ويعتز بعاطفة الآباء في قصيدته «عيش الحر» ويحيي صديقه الشاعر البارع علي الغاياتي، ويحيي شهيدا من شهداء السياسة، ويقف متحدثا بخلال مصطفى كامل رحمه الله في حجه حول تمثاله، ويضم إلى صدره وطنه الكليم في حنو وإشفاق، ويذكر في تأثر ودموع الخلف بين الأحزاب المصرية من ربع قرن بروح نزاعة إلى القومية الصادقة عازفة عن التحزب البغيض، وهي الروح الصافية التي صاحبته منذ حداثته إلى الآن. فها هو مثلا يخاطب المجاهد النبيل فريد بك قائلا:
سيان كنت بنعمة أو نقمة
ما دمت ترضى بالجهاد حجاكا
سيان كنت مقربا أو مبعدا
ما دام حرب العابثين مناكا
وكفاك فخرا أن تناضل أمة
كم أرهقت من مصلحين سواكا
وها هو يصف الزعيم الأبي الشجاع مصطفى كامل بقوله:
Bog aan la aqoon