لست أحسدك على ذلك، بل أعجب، فالفوضى تعم الحقول كلها من كل صوب إلى درجة عظيمة. انظر، فأنا نفسي لا أقوى على أن أسوق عنزاتي إلى الأمام، ولا أستطيع يا تيتيروس أن أدفع هذه العنزة أيضا؛ فقد وضعت توءمين في هذا المكان بين أشجار البندق الغليظة، فكانا أمل القطيع، ولكن تركتهما بكل أسف فوق الصخرة العارية. إني أذكر أن أشجار البلوط التي صعقتها السماء كثيرا ما تنبئني بهذا الشر إذا لم تكن قريحتي شاردة، ولكن خبرني يا تيتيروس، من هو إلهك هذا؟
تيتيروس :
كنت أعتقد بحماقتي، يا ميليبويوس، أن المدينة التي يسمونها روما تشبه بلادنا التي اعتدنا - نحن الرعاة - أن نسوق إليها نسل أغنامنا الهزيل. كما كنت أعلم أن الجراء تشبه الكلاب، والأطفال الأمهات، فتعودت بذلك على مقارنة الأشياء الكبيرة بالصغيرة، بيد أن هذه المدينة قد رفعت رأسها عاليا حقيقة بين المدن الأخرى، كما اعتادت أشجار السرو أن تفعل وسط أشجار الصفصاف البضة.
ميليبويوس :
وماذا كان هدفك الأكبر من رؤية روما؟
تيتيروس :
إنها الحرية التي رغم مجيئها المتأخر قد وقرت شخصي الكسلان، ورغم ازدياد بياض لحيتي كلما تخلصت منها، غير أنها قد بجلتني وجاءت بعد مرور زمن طويل، بعد أن فازت بي أماريلس وهجرتني جالاتيا. إنني أعترف بأني لم أكن آمل في الحرية في أثناء فوز جالاتيا بي، ولم أكن أهتم بنقودي المدخرة، وبالرغم من أن عدة ذبائح قد تركت حظائري، وقد ضغط كثير من الجبن الدسم لأجل المدينة ناكرة الجميل، فإن يمناي لم تعد مطلقا ثقيلة بالمال.
ميليبويوس :
كنت أدهش يا أماريلس، لم كنت تنادين الآلهة في حزن، ولمن تركت التفاحات معلقة في أشجارها، لقد كان تيتيروس بعيدا. لقد كانت أشجار الصنوبر هذه تناديك يا تيتيروس، وكذلك هذه النافورات والغابات.
تيتيروس :
Bog aan la aqoon