ميليبويوس :
أما نحن فسنرحل إلى أراض نائية. أواه، هل سيأتي يوم أرى فيه من جديد بلدي، وكهفي الوضيع، ومزرعتي التي كانت يوما ما ملكي؟ ما هذا! هل سيمتلك حقولي المحروثة جيدا جندي بربري؟ هل كنت أبذر قمحا وأطعم كمثرى وأزرع كروما لهذا الرجل ؟ إلى الأمام يا قطيعي المسكين، إلى الأمام، لن أرقد بعد ذلك في خمول أراقبك سعيدا ترعى وأنا أغني.
تيتيروس :
يمكنك أن تبقى معي هذه الليلة وتشاركني في طعامي البسيط؛ فإن الدخان المتصاعد من المنازل الريفية، والظلال المستطيلة تشير إلى أن وقت العشاء قد أزف.
الأنشودة الثانية
في هذه الأنشودة يبكي الراعي كوريدون عجزه عن الفوز بعطف وحب ألكسيس اليافعة، ويشكو عدم اهتمامها بهداياه وتفوقه في الغناء؛ فهي تمقته لأنه فلاح ظلف وتفضل عليه أيولاس. ويقول جين هوبو
Jean Hubaux
إن فرجيل قد حاكى بكتابته هذه الأنشودة ما كتبه ثيوكريتوس في القصيدة الحادية عشرة التي يبكي فيها السيكلوب بوليفيموس
قسوة عروس الماء جالاتيا. ولا يخطئ جين في قوله إن هذه الأنشودة أقل جمالا من سائر أناشيد فرجيل الأخرى رغم اعترافه بأنها تمتاز بفنها الواضح وتركيبها الرائع. وهذا الحكم الأخير يحظى بموافقة وتأييد كثير من النقاد.
ويبدو أن موضوع هذه الأنشودة قد أثار سخرية النقاد الأشرار، ويقال إن فرجيل كان قد دعي ذات مرة إلى عشاء، فأعجب بعبد جميل يدعى الإسكندر، فأراد حاكم غاليا أن يمنحه إياه؛ ومن ثم نشأت فكرة الأنشودة «ألكسيس»، من الحب الذي كان يكنه الشاعر لهذا العبد، ولكن لو أن هذه القصة صادقة حقا، فهي لا تشرح، كما تحاول أبدا، ما يقصده فرجيل من الأنشودة، الذي يبدو أنه شيء يخالف مخالفة تامة ما يرد في القصة.
Bog aan la aqoon