Aniga Ayaa Dadka Ah
أنا الشعب
Noocyada
فقال مبتسما: فرقة تمثيل، فرقة أصدقاء الفن. ألا تذكر؟
وكانت فرقة من الممثلين قد زارت دمنهور في مولد «أبو الريش»، وذهبت إليها مع زمرة أصحابي، ولا أنسى تلك الليلة التي بكيت فيها بكاء مرا عندما شاهدت رواية «عواطف البنين»، وكان مصطفى عجوة جالسا بجانبي، فأخذ يضحك مني ويدفعني بيده قائلا: «إنه تمثيل يا عبيط!» ووقف حمادة ينتظر جوابي وأنا أنظر إليه في عجب ولا أدري ماذا يقصد.
فعاد قائلا: أنت تعرف أني اشتركت مع هذه الفرقة، وكان الجمهور يصفق لي كلما ظهرت. لماذا لا نكسب كما كانت تلك الفرقة تكسب؟ ولماذا لا نكون نحن «أصدقاء الفن»؟ ثلاثين جنيها نربحها في الليلة الواحدة. لا تفكر في شيء لأني ضامن لك أنت عشرين جنيها. ستكون أنت رئيس الفرقة يا سيد أفندي وسأكون أنا أمين الصندوق فقط. سأذهب إلى هؤلاء الأغنياء لأبيع لهم التذاكر بنفسي، وإذا رفض أحدهم أن يشتري عرفت كيف أخلص منه، لا تفكر أنت في شيء. الفرقة كاملة. لا تنتظر إلا أن تقبل أنت الرياسة، فما رأيك؟
وكدت أضحك من الفكرة ولكني قلت له: يعني أنك تريد أن أمثل معكم؟
فأجاب في جد: أنت رجل أديب يا سيد أفندي، كل الناس يقولون هذا. رأيت اسمك بعيني في النبراس، والأعيان كلهم يحسبون حسابك إذا عرفوا أنك معنا. كلمة واحدة في جريدة النبراس تقلب البلد على رأس أكبر عظيم هنا. عشرين جنيها يا سيد أفندي تقبضها مقدما. ما رأيك؟
ومع كل ما كان في نفسي من السخرية ومن سوء الظن بهذا الصاحب القديم، وجدت نفسي أفكر في الجنيهات العشرين، وتصورت نفسي وأنا أحمل هذا المبلغ الضخم إلى أمي قائلا لها: «انظري كيف أستطيع أن أكتسب بعملي!»
وسألته: أأنت جاد فيما تقول؟
فقال مؤكدا: جاد؟ وهل جئت لأمزح؟ لا تفكر في شيء واترك لي تدبير الأمر كله. الرواية حاضرة، والملابس كاملة، والمناظر مجهزة. رواية عظيمة، وملابس بالقصب، والضحك لا ينقطع.
وشادر البطيخ يتسع لألف شخص. ألف في عشرين قرشا على الأقل، كم يا سيد أفندي؟
فقلت ساخرا: مائتان.
Bog aan la aqoon