Amrad Qulub iyo Bogsashada

Ibn Taymiyya d. 728 AH
23

Amrad Qulub iyo Bogsashada

أمراض القلب وشفاؤها

Daabacaha

المطبعة السلفية

Lambarka Daabacaadda

الثانية

Sanadka Daabacaadda

١٣٩٩هـ

Goobta Daabacaadda

القاهرة

Noocyada

Suufinimo
الْمحرم واللمس الْمحرم وَغير ذَلِك من الْأَفْعَال الْمُحرمَة وَأما محبَّة الرجل لامْرَأَته أَو سريته محبَّة تخرجه عَن الْعدْل بِحَيْثُ يفعل لأَجلهَا مَا لَا يحل وَيتْرك مَا يجب كَمَا هُوَ الْوَاقِع كثيرا حَتَّى يظلم ابْنه من امْرَأَته العتيقة لمحبته الجديدة وَحَتَّى يفعل من مطالبها المذمومة مَا يضرّهُ فِي دينه ودنياه مثل أَن يَخُصهَا بميراث لَا تستحقه أَو يعْطى أَهلهَا من الْولَايَة وَالْمَال مَا يتَعَدَّى بِهِ حُدُود الله أَو يسرف فِي الْإِنْفَاق عَلَيْهَا أَو يُمكنهَا من أُمُور مُحرمَة تضره فِي دينه ودنياه وَهَذَا فِي عشق من يُبَاح لَهُ وَطْؤُهَا فَكيف عشق الْأَجْنَبِيَّة والذكران من الْعَالمين فَفِيهِ من الْفساد مَالا يُحْصِيه إِلَّا رب الْعباد وَهُوَ من الْأَمْرَاض الَّتِي تفْسد دين صَاحبهَا وَعرضه ثمَّ قد تفْسد عقله ثمَّ جِسْمه قَالَ تَعَالَى الْأَحْزَاب فَلَا تخضعن بالْقَوْل فيطمع الَّذِي فِي قلبه مرض وَمن فِي قلبه مرض الشَّهْوَة وَإِرَادَة الصُّورَة مَتى خضع الْمَطْلُوب طمع الْمَرِيض والطمع يقوى الْإِرَادَة والطلب يُقَوي الْمَرَض بذلك بِخِلَاف مَا إِذا كَانَ آيسا من الْمَطْلُوب فَإِن الْيَأْس يزِيل الطمع فتضعف الْإِرَادَة فيضعف الْحبّ فَإِن الْإِنْسَان لَا يُرِيد أَن يطْلب مَا هُوَ آيس مِنْهُ فَلَا يكون مَعَ الْإِرَادَة عمل أصلا بل يكون حَدِيث نفس إِلَّا أَن يقْتَرن بذلك كَلَام أَو نظر وَنَحْو ذَلِك فَأَما إِذا ابتلى بالعشق وعف وصبر فَإِنَّهُ يُثَاب على تقواه لله وَقد روى فِي الحَدِيث أَن من عشق فعف وكتم وصبر ثمَّ مَاتَ كَانَ شَهِيدا وَهُوَ مَعْرُوف من رِوَايَة يحيى القَتَّات عَن مُجَاهِد عَن ابْن عَبَّاس مَرْفُوعا وَفِيه نظر وَلَا يحْتَج بِهَذَا لَكِن من الْمَعْلُوم بأدلة الشَّرْع أَنه إِذا عف عَن الْمُحرمَات نظرا وقولا وَعَملا وكتم ذَلِك فَلم يتَكَلَّم بِهِ حَتَّى لَا يكون فِي ذَلِك كَلَام محرم اما شكوى إِلَى الْمَخْلُوق وَإِمَّا إِظْهَار فَاحِشَة وَإِمَّا نوع طلب للمعشوق وصبر على طَاعَة الله وَعَن مَعْصِيَته وعَلى مَا فِي قلبه من ألم الْعِشْق كَمَا يصبر الْمُصَاب عَن ألم الْمُصِيبَة فَإِن هَذَا يكون مِمَّن اتَّقى الله وصبر وَمن يتق ويصبر فَإِن الله لَا يضيع أجر الْمُحْسِنِينَ يُوسُف وَهَكَذَا مرض الْحَسَد وَغَيره من أمراض النُّفُوس وَإِذا كَانَت النَّفس تطلب مَا يبغضه الله فينهاها خشيَة من الله كَانَ مِمَّن دخل فِي قَوْله النازعات وَأما من خَافَ مقَام ربه وَنهى النَّفس عَن الْهوى فَإِن الْجنَّة هِيَ المأوى فَالنَّفْس إِذا أحبت شَيْئا سعت فِي حُصُوله بِمَا يُمكن حَتَّى تسْعَى فِي أُمُور كَثِيرَة تكون كلهَا مقامات لتِلْك الْغَايَة فَمن احب محبَّة مذمومة أَو أبْغض بغضا مذموما وَفعل ذَلِك كَانَ آثِما مثل أَن يبغض شخصا لحسده لَهُ فيؤذي من لَهُ بِهِ تعلق إِمَّا بِمَنْع حُقُوقه أَو بعدوان عَلَيْهِم أَو لمحبة لَهُ لهواه مَعَه فيفعل لأَجله مَا هُوَ محرم أَو مَا هُوَ

1 / 25