يا لعجائب القدر! قرية ظلت القرون الطوال مجهولة مغمورة، أصبحت اليوم تسافر إليها الظنون من كل مكان، وتشتغل ممالك العرب بها وبنزيلها العظيم، وتشرف الأسماع لمطالع قوافيه، وينتظر الرواة ما يقول فيه الشعراء من كلمات التوجع ونفثات الحنين!
بثينة (بعد إطراق واستعبار) :
يا لقسوة القدر! أهذا قفص الأسد يا ابن حيون؟ أهاهنا منفى الملائك من عقائل بني عباد؟ تبا لك يا ابن تاشفين، ما كان أبخل جاهك على الكرام، وما كان أكثرك في القيود على الأحرار!
ابن حيون :
صه أيتها الأميرة، فهذا السجان ينظر إلينا، وقد يدخل الريبة في نفسه أن يسمع منك هذا الكلام.
حسون :
كفكفي الدمع يا بثينة وأقلي الجزع، ولا تنسي أن وراء هذه الجدران جروحا من الدهر لم يبق لها بلسم سواك، فكوني المفاجأة الشافية، واطلعي عليها بابتسامتك الحلوة طلوع العافية.
السجان :
من الرجال؟ ما تبتغون؟ متى كان حرم السجن موضع وقوف وهمس؟
حسون :
Bog aan la aqoon