Amiira Dhat Himma
الأميرة ذات الهمة: أطول سيرة عربية في التاريخ
Noocyada
لذا فالوصيف مرزوق هو في موقع الأخ لذات الهمة، الذي شرب ونهل من ذات الصدر الذي أرضعها.
تمكن الحارث من الوصول إلى خادمها مرزوق ومصادقته والركون إليه، وكأنه يشتكي له ما به من حب جارف لابنة عمه وزوجته شرعا بشهادة وتشريف أمير المؤمنين.
حتى إذا ما آنس إليه الحارس طيب القلب مرزوق، مشفقا على ما به كزوج وحبيب مجروح لا ينام الليل مما يعانيه ويعتصره، بادره بمشروع غريب، بعدما أطلعه على سره ومكنونات نفسه، عاجله الحارث
حولا.
وأتبع الحارث هذه القارورة الصغيرة بألف درهم من الذهب الصحيح الأحمر، رفضها مرزوق من فوره، إلا أنه قبل الشروع في المهمة لاقتناعه وثقته في مشاعر الحارث ومعسول كلامه ونواياه، وانطلق من فوره مخبئا الزجاجة الصغيرة بين طيات ملابسه، متحينا الفرصة التي تتيح له مجرد
وما إن ترجلت نازلة عن حصانها مندفعة إليه وبيده كأس شرابها المفضل، وهو الليمون البنزهيري
خطت خطوتين قبل أن تترنح عند العتبات، فجرى إليها مرزوق مرتعدا مسندا حتى أوصلها بمساعدة جارياتها إلى فراشها.
حتى إذا ما احتواها الفراش تراخت ذراعاها، وعلا شخيرها، وهي التي كما يعلم مرزوق والجميع لا يعلو لها صوت، حتى أيام وليالي أعتى المعارك التي أصبحت على كل لسان.
تأملها مرزوق مكفهرا متخاذلا وأصابعه تتحسس القارورة - الطلسم - في جيبه، وعاد فأغلق باب جناحها منسحبا في توجس، مانعا عنها بقية وصيفاتها، مغمغما: تعبانة.
أما مرزوق فلم يفق إلى فعلته وما اقترفت يداه بإيعاز من ابن عمها الحارث إلا بعد أن شاهد ذات الهمة وقد استبد بها الإعياء والضعف، إلى حد أنها لم تعد تدرك ليلها من نهارها.
Bog aan la aqoon