Amiir Cumar Tusun
الأمير عمر طوسون: حياته – آثاره – أعماله
Noocyada
القضاء على الخلافات والمنازعات والخصومات السياسية والدينية. (2)
تعميم التعليم الذي يذهب بالأمية عن أبناء هذه الأمة بنين وبنات، وإصلاح برامجه ومناهجه في درجاته كلها إصلاحا عاما يضمن لجوهرها وأصولها الثبات وعدم التقلقل، ولا تستعصي معه عن التمشي مع التغييرات الضرورية التي يقتضيها مرور الزمن، وما يجيء به من الطوارئ. ويجب أن ينظر في هذا الإصلاح إلى المصلحة العملية قبل أي شيء آخر؛ حتى تخرج لنا أبناء صالحين لمزاولة جميع المهن والأعمال الحرة لا يتهافتون على الوظائف، ولا يقصرون نظرهم عليها. (3)
الاهتمام بمختلف الصنائع المنتجة اهتماما كبيرا بمقدار حاجتنا الشديدة إليها، والتغلب على العقبة القائمة في سبيلها وسبيل التوسع الزراعي في مصر بتوليد الكهرباء من التيارات المائية، والعمل لهذا الأمر الحيوي الهام بهمة ماضية لا كما هو حاصل الآن من التلكؤ والتسويف فيه.
فمتى صدقت الهمم هانت أمامها الصعاب، وأدنت ما بعد مناله، وأتت بالعجب العجاب. وبذلك يتهيأ إيجاد المصانع الكثيرة، وبالأخص مصانع النسيج والغزل، فنستهلك جزءا كبيرا من قطننا في بلادنا، ولا يكون سلعة بائرة كما هو الآن، وكما ينذر به المستقبل. وقد عددنا هذا الأمر من الإصلاح الاجتماعي مع أنه أدخل في باب الاقتصاد؛ لما له من علاقة كبيرة به. ومن ذلك إنشاء «البنوك المالية الأهلية» التي لا غنى عنها للصناعة والزراعة والتجارة، وجمعيات التعاون. (4)
العناية بالشئون الصحية، ومضاعفة في مقاومة الأمراض المستوطنة في بلادنا، وتوفير أسباب النظافة، وقطع دابر عادة «الحفا» المتفشية في أبناء القرى والفلاحين، وتشجيع الألعاب الرياضية، وتوسيع نطاقها، ومقاومة المسكرات والمخدرات، ومنع البغاء الجهري والسري. (5)
حسن القيام بوظيفة الوعظ والإرشاد، وتعميمها، وتخريج العدد الكافي لها من الخطباء المؤثرين والوعاظ المهذبين الذين يعهد إليهم في القيام بتعزيز جانب الفضيلة والتربية العامة للأمة، وبث روح الدين بطريقة لا تجعله أداة للتفريق، بل يكون كما يريد الله رحمة عامة وسببا في الخير والسعادة.
وقد بدأت بذلك فعلا وزارة الأوقاف والأزهر الشريف، وسيكون لهذا العمل العظيم أثر كبير في الإصلاح إذا عمم في الوجهين البحري والقبلي، ونظم تنظيما محكما، وروعيت فيه الطرق القويمة المؤدية إلى الغرض، وأفردت له مصلحة تنظر في شئونه وترقيته، وكيفية الرقابة عليه؛ فإنه جدير بذلك لما يرجى من ورائه من الفوائد العظمى، وعندنا أن هذا النوع من الإصلاح في أمة يكثر فيها الأميون أقرب الوسائل للتعليم العام، وأسرع وسائط التثقيف والتهذيب واستتباب الأمن والطمأنينة ومقاومة المنكرات. (6)
التعاون بين الهيئات المنظمة على احترام «الدستور» احتراما يتغلغل في النفوس، ويكفل له النمو والشيوع؛ حتى يصبح نظام الشورى عاما في جميع الشئون؛ فيكون أساسا في بناء الأسر، ويسود العلاقات والمعاملات بين الناس.
ما للمرأة وما عليها
أما عن رأي سمو الأمير فيما يجب للمرأة الشرقية، وما يجب عليها، فهو يقول: يجب للمرأة منذ الطفولة التهذيب والتربية والتعليم، ويجب لها وهي زوجة العدل والإخلاص وحسن المعاملة؛ حتى تتمكن من تأدية وظائفها في المجتمع، فتكون زوجة صالحة وربة بيت مدبرة، مشاركة لبعلها في الحياة مشاركة مثمرة.
Bog aan la aqoon